^ لجان خاصة للتحقيق في "الأفكار الدخيلة" والأطراف التي تروج لها أنشأت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف لجنة للتحقيق ومراقبة المساجد على خلفية ظهور أفكار دخيلة وتيارات جديدة أضحت تهدد كيان المجتمع الجزائري، وحذّرت من وجود أطراف تحاول بث التفرقة في صفوف الجزائريين من خلال ضرب أفكارهم الدينية. كشفت مصادر مطلعة ل«البلاد"، عن إنشاء لجان مختلطة من وزارة الشؤون الدينية والأمن، تقوم بمراقبة المساجد، خصوصا منها تلك التابعة للتيار السلفي، وذلك في ظل مخاوف من محاولة بعض الأطراف زجّ بيوت الرحمن في صراع الرئاسيات، من خلال الاستعانة بالخطاب المسجدي وحلقات التدريس والذكر، يأتي هذا بعد صدور تعليمات صارمة تقضي بفرض عقوبات على كل من يحاول تسييس المساجد لأغراض معينة. وحذّرت الوزارة، من خطورة الأفكار الدخيلة والتيارات التي باتت تهدد كيان المجتمع الجزائر، والتي وصلت إلى حد اقتحام المساجد مما يشكل خطرا على الفكر الإسلامي للجزائريين، وأنشأت لجانا خاصة للتحقيق في مصدر هذه الأفكار والأطراف التي تروج لها، كما اجتمع أمس مفتشو الولايات ومعتمدو الدوائر بوزارة الشؤون الدينية، بصفة عاجلة من أجل بحث السبل الكفيلة للتصدي للتنصير، الأحمدية، التشيع والتكفير التي باتت تهدد تماسك المجتمع الجزائري، خصوصا بعدما دخلت هذه الأفكار إلى بيوت الله والتفّ حولها عدد من الجزائريين، مما ينذر بوقوع تفرقة بين المسلمين. وأكد مفتش عام بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، خلال الملتقى الذي نظم أمس بدار الإمام، أن اللجان المنصبة ستتعرف خلال الأيام القادمة على هذه الحركات الدخيلة من جانبها النظري والعلمي، في محاولة لمعرفة ملامحها والتعرف عليها عندما تتغلغل إلى المساجد، خصوصا أن المسجد يعد مكانا لجمع المسلمين وليس لتفرقتهم، مشيرا إلى أن اللقاء يدخل ضمن سلسلة من اللقاءات التي تهدف إلى التأكيد على دور بيوت الله في خدمة المجتمع وبنائه وتحصينه وليس منبرا لبعث الأفكار المسمومة التي لا تمس بالدين، المذهب والتاريخ الجزائري، لافتا إلى خطورتها التي يمكن أن تتسبب في إحداث شرخ اجتماعي وتفرّق بين أبناء البلد الواحد. وأشار المتحدث ذاته، إلى أن مثل هذه الأفكار كانت سببا في وقوع صراعات في كثير من المجتمعات، انبثق عنها ضحايا وخسائر مادية معتبرة كالصراع الموجود بين الشيعة والسلفية في المشرق العربي، مؤكدا على ضرورة الحيلولة دون أن تصبح الجزائر أرضا لمعركة هي في الأساس ليست معركتها.