كشف رئيس أمن مجموعة نفطال المتورط رفقة آخرين في فضيحة تهريب الوقود أنه ورط أشخاصا في الملف لا علاقة لهم بدافع الانتقام بعدما وقع "الفاس في الراس" حسبه، بعدما أنكر تصريحاته الأولية جملة وتفصيلا معتبرا أنه تم الإدلاء بها عن طريق التعذيب الممارس عليه من قبل مصالح الضبطية القضائية. وجاءت تصريحات المتهم خلال المحاكمة التي بث فيها أول امس بمجلس قضاء العاصمة الذي أعاد من جديد فتح ملف فضيحة سرقة الوقود من محطة الخروبة التي تورط فيها مسؤولون في مؤسسة (نفطال) قاموا بتهريب كمّيات كبيرة من البنزين من محطة الخروبة ويواجه المتهمون العشرون تهم ثقيلة تتعلق بتكوين جماعة أشرار بغرض الإعداد لجرائم وجنايات واختلاس أموال عمومية وسوء استغلال الوظيفة. وكانت القضية قد انكشفت سنة 2012 بورود معلومات عن خروج شاحنات خزّان ليلا بطريقة مشبوهة من محطة تكرير البنزين بالخروبة وهي مملوءة بالبنزين نحو وجهة مجهولة وبعد التحقيق تبيّن أن مسؤولين في هذه المحطة وبالتواطؤ مع عمال الإدارة قاموا لعدّة سنوات بتهريب كمّيات كبيرة من البنزين من محطة الخروبة لإعادة بيعها في السوق السوداء، حيث استطاعوا جمع مبالغ مالية معتبرة ورجعت القضية بعد استئناف النيابة العامة ودفاع المتهمين الأحكام الابتدائية الصادرة عن محكمة سيدي امحمد والتي تراوحت بين ثلاث وسبع سنوات حبسا نافذا في حق المتهمين وهم موظفون وأعوان أمن مؤسسة نفطال، فيما استفاد خمسة متهمين من البراءة مما ينسب إليهم. واستهل قاضي الجلسة استجواب المتهمين بعد سلسلة التأجيلات التي عرفتها القضية حيث خصصت لها جلسة خاصة، وشرع رئيس الجلسة باستنطاق المتهم الرئيسي "م.ن" وهو رئيس مجموعة أمن نفطال والذي اعترف بالتهمة المنسوبة إليه مصرحا بأنه قام بذلك بعد إلحاح من المتهم "ش.عبد الحق" الذي طلب منه أن يزوّر له فواتير لإخراج شاحنات البنزين وبيعها مقابل 50 مليون سنتيم واقتسام عائداته فيما بينهم، فوافق على ذلك وقام بتزوير الفواتير بواسطة جهاز إعلام آلي تم ضبطه بمنزله من قبل عناصر الأمن أثناء تفتيشه بالإضافة إلى طابعات وفواتير نموذجية. ومن خلال تصريحاته أكد أنهم قاموا بعملية واحدة فقط وتم إلقاء عليهم القبض بعدما كشف أمرهم. وعندما واجهه القاضي بتصريحاته أمام الضبطية القضائية وقاضي التحقيق التي اعترف خلالها أنهم قاموا ب 6 عمليات منذ سنة 2010، أجابه بأنه كل ما أدلى به أمام مصالح الضبطية القضائية كانت تحت الضغط بسبب ما تعرض له من قبلهم والتي كانت تملي عليه أقوالا وتجبره على الإمضاء عليها، كما أشار إلى أنه من خلال تصريحاته ورط أشخاص آخرين لا علاقة لهم بالقضية بسبب مشاكل بينهم.