أجمع مشاركون في الملتقى الدولي حول "مسرح عبد القادر علولة.. بين النص والخشبة" بوهران، على أن هذا المسرحي الراحل يعد "مشروعا مسرحيا متكاملا يجمع بين الأصالة والحداثة وتجربة فنية فريدة في المسرح العربي". وذكر المسرحي برشيد عبد الكريم من المغرب أن "عبد القادر علولة يعتبر واحدا من المسرحيين العرب الذين يحملون مشروعا مسرحيا متكاملا ينطلق من المحلي إلى العالمي ويتقاطع فيه التراثي والواقعي ويتكامل فيه الفكر والجمال"، مضيفا أن "هذا الفنان المسرحي استطاع من خلال أعماله الرائعة أن يزاوج بين الصناعة المسرحية والفكر المسرحي والنضال المسرحي مما يتطلب الاهتمام أكثر بهذا التراث الذي تركه للأجيال الصاعدة". وبعد أن أبرز قدرات علولة الناجحة في الانتقال من ممثل إلى مؤلف إلى مخرج؛ أكد برشيد عبد الكريم أن "الراحل علولة أحدث ثورة حقيقية في المسرح العربي وقلب كل المفاهيم المسرحية من خلال تبنيه مسرحا يعتمد على التراث الشعبي المتمثل أساسا في الحلقة". وكان عبد القادر علولة يملك تجربة فنية متجانسة فكريا وجماليا من خلال توظيفه في أعماله المسرحية للتراث الجزائري "الحلقة" التي هي جزء من الحركة الفكرية التي شهدها المسرح مما جعله يؤسس لتيار جديد في الفن الرابع بالوطن العربي. ومن جهتها؛ ذكرت الأستاذة الزاوي فتيحة من جامعة وهران أن "الظاهرة المسرحية لعلولة بمختلف جوانبها الإبداعية وكممارسة فرجوية ثقافية تجعل من الجسد في أعماله المسرحية أداة للتعبير عن المعرفة حيث أنه اتخذ من لغة المداح والقوال الجسدية وسيلة تحرره من كل القيود التي فرضها عليه المجتمع".أما الأستاذة فرقاني جازية من نفس المؤسسة الجامعية؛ فركزت في تدخلها على مدى قدرة المترجم على التعامل مع أعمال عبد القادر علولة التي كانت تعبر عن القلق ومدى النجاح في نقل هذا القلق وجعل من كل مسرحية مترجمة مخبر تجارب. من ناحية أخرى، يدوم هذا اللقاء يومين وينظم من قبل وحدة البحث حول الثقافة والاتصال واللغات والآداب والفنون التابعة للمركز الوطني للبحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية لوهران بالشراكة مع مؤسسة "عبد القادر علولة" بوهران، وذلك بمناسبة تخليد الذكرى العشرين لاغتيال هذا المسرحي من طرف الإرهاب.