3 ورشات و شهود لإثراء النقاش انطلقت أمس بكراسك وهران فعاليات الملتقى الدولي حول "مسرح عبد القادر علولة ( 1994-1939) : بين النص و الخشبة "، تحت إشراف وحدة البحث حول الثقافة ،الاتصال، اللغات، الآداب والفنون بالسانيا التابعة للمركز الوطني للبحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية ، وذلك بحضور عدد هام من المسرحيين الجزائريين و المغاربة الذين قدموا مداخلات قيمة حول عملاق المسرح الجزائري، على غرار الأستاذة " فرقاني جازية " من جامعة وهران التي قدمت مداخلة بعنوان " ترجمة النص، ترجمة العرض: مسرح علولة بين ضفتين"، والتي أكدت من خلالها أن ترجمة المسرح ليست ترجمة متعلقة بإبداع أدبي، و إنما ترجمة نص له خصوصيات معينة من ناحية البنية و التشكيلة، على غرار نصوص الكاتب و الممثل والمخرج "علولة " ، مضيفة في ذات الصدد أن أعمال الراحل عالجت بالدرجة الأولى قضايا الوطن، ونبشت في حفريات الحياة اليومية للمواطن الجزائري، وهو ما أدى إلى إثراء رصيده محققا بذلك تراكما ينم عن غزارة التجربة و أصالة البحث عن الشكل، الذي يحقق بطبيعة الحال هذه المتون وهذه المضامين، كما أبرزت أيضا أن تجربة المرحوم كانت محور أعماله ، وذلك القلق الموسوم بصم ابداعاته وغذى مخبر تجاربه بوضوح وجلاء، وهو ما يطرح تساؤلات جمة فيما إذا كان المترجم لأعماله يستطيع ملاحظة هذا القلق و إدراكه كما ينبغي .. !!، وعليه فإن الأستاذة " فرقاني " قدمت معادلتها الواضحة التي تفيد بأنه لا يمكن فصل النص و ترجمته مستقلا عن العرض و لا يمكن التأكد من هذا الطرح إلا بمقاربة نص من نصوصه المترجمة للوقوف على هذه الحقيقة و لمناقشة خيارات المترجم و إكراهاته . من جهة أخرى أكدت الأستاذة " فتيحة الزاويبوزادي" من جامعة وهران خلال مداخلتها الموسومة ب" التمثلات الأنتروبولوجية للجسد في مسرح علولة "، بأن " علولة" نهل نصوصه من التراث الشعبي الجزائري،و أحسن بذكاء واحترافية استعماله، مضيفة أن الراحل انطلق في مشروعه من " التنوع الفرجوي" إلى "الثقافي المتصل بحياة الفرد و الجماعة" ، كما استقطب قضايا معددة من الظروف المزرية التي يتخبط فيها الإنسان الجزائري، و جسدها على ركح الخشبة، إضافة إلى هذا تحدثت الأستاذة في مداخلتها أيضا عن مسرح " الحلقة " الذي يعد احتفالا شعبيا مستوحى من التراث الديني للصوفيين،وقالت بصريح العبارة إن الجسد عند " علولة " يمثل أداة تعبير في العملية المعرفية على المسرح، فالراحل اعتمد على سلوك حضاري مدروس مقنن لأجل صنع شخصية " المداح" أو " القوال " ، وذلك بهدف شد انتباه المتفرج، وعن الموضوع الذي عنونت به مداخلتها تقول الأستاذة " فتيحة " أن جسد " علولة " له القدرة على التصرف و الحركة ، وهو ما يحقق عناصر المتعة و استحضار الذاكرة الشعبية، جسده حامل للتراث الشفهي الجزائري و نتاج ثقافي إجتماعي، الجسد –على حد تعبيرها - عنده غير ثابت بل يتغير ويتحول، فوق الخشبة، يبحث عن هويته الأصلية في شكله البدائي.. هذا إضافة إلى مداخلات أخرى لأساتذة أكاديميين من مختلف ولايات الوطن مثل الأستاذ المسرحي " أحمد شنيقي" الذي قدم مداخلة حول " لعبة الكتابة المسرحية عند علولة" و الأستاذة الجامعية " طامر أنوال من وهران التي تحدثت عن مسرحية " الجسد " وحمق سليم " ، إضافة إلى الأستاذة " صفية مطهري "من وهران بمداخلتها حول " التعبير اللساني في الآداء المسرحي: مسرحية الأجواد نموذجا"، وغيرهم من المتدخلين الآخرين ، مع العلم أن أشغال اليوم الثاني من الملتقى الدولي ستعرف تنظيم ثلاث ورشات حول عدد من المحاور الرئيسية وهي " إشكالية اللغة و الترجمة في مسرح علولة " و محور " الاقتباس، التناص، و التأويل في مسرح علولة " ، إضافة إلى محور " خصوصية وعالمية مسرح علولة " ، مع تخصيص مساحة هامة لشخصيات عايشت الراحل و عملت معه في مجال الفن الرابع على غرار زوجته " رجاء علولة " ، الكاتب المسرحي " بوزيان بن عاشور"، مدير المسرح " غوثي عزري"، "واسيني لعرج "، "مراد سنوسي" ، "خالدية داودية " ، "عمارة بكوش" ، "عمر فاطموش " و" فضيلة حشماوي " ..