أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف أمس، أن نسبة أشغال البناء بالمسجد الكبير وصلت 25 بالمائة، بعدما أعطيت إشارة انطلاق بنائه شهر فيفري المنصرم، بتكلفة مليار يورو على مساحة 40 ألف متر مربع، حيث سيستوعب 120 ألف زائر يوميا لكافة مرافق المسجد، سواء للمكتبة أو الصلاة أو دار القرآن وغيرها من المرافق الأخرى. وحسب الوزير هو مشروع ضخم أراده الرئيس عبد العزيز بوتفليقة معلما ثقافيا وحضاريا على أن يتم إنجازه بعد 42 شهرا من طرف الشركة الصينية "شاينا ستيت كونستراكشن" والحكومة، كما تم الاتفاق عليه في دفتر الشروط وقد تبقى لها 38 شهرا فقط الآن، مشيرا إلى أن وتيرة الأشغال تتم متابعتها يوما بيوم وشهرا بشهر لتفادي أي تأخر في الأشغال، موضحا بأن المسجد سيتم تسليمه في آجاله المحددة، كما تم اختيار مواد البناء التي ستخضع للتحليل والمراقبة. واعتبر وزير الشؤون الدينية في زيارة تفقد ومعاينة لأشغال البناء بالجامع برفقة والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ بعد عرض فيلم قصير أن جامع الجزائر الكبير "خاص" في كل شيء، مضيفا "لا يوجد مثله في العالم لا في الماضي ولا في الحاضر لجوانبه الدينية والسياحية والاقتصادية". وأشار إلى أن المشروع متميز بمنارته التي سيصل علوها إلى 270 متر وعمق 48 مترا تحت الأرض، وسيشهد أعمال توسعة في المستقبل، وعن السكان القاطنين بضواحي المسجد ببلدية المحمدية والذين يشغلون مساحة 6000 هكتا، أكد الوالي زوخ بأنه سيتم ترحيلهم في القريب العاجل. وكشف القائمون على المشروع أنه سيسهر على إنجاز المسجد حوالي 7 آلاف صيني مقابل 10 آلاف عامل جزائري سيستفيدون من برامج تكوينية في المشروع شأنهم شأن طلبة المعاهد والجامعات، حيث سيتحول المشروع إلى ورشة مفتوحة لتكوين الطلبة الجزائريين في البناء والأشغال العمومية وغيرها. وبعد زيارة المسجد توجه الوزير رفقة الوالي إلى منطقة سيدي بنور للوقوف على بعض أملاك الوقف، حيث ستستعمل الولاية أراضي الوقف في مشاريع يستفيد منها المواطن، بعد إعطاء الأرض الصبغة القانونية. للتذكير، فقد استعملت أحدث التقنيات في بناء المسجد الذي جهز بأحدث التقنيات وهو مضاد للزلازل، ويتكون الجامع الواقع بحي المحمدية بالضاحية الشرقية للجزائر العاصمة من 12 عمارة تحتل مساحة 20 ألف متر مربع أما المساحة الإجمالية للمشروع فهي 40 ألف متر مربع. وستتسع قاعة الصلاة ل120 ألف مصل ودارا للقرآن، مدرسة عليا بسعة 300 مقعد لفائدة طلاب الكفاءة والدكتوراه، علاوة على مركز ثقافي إسلامي ومكتبة تضم 2000 مقعد ومليون كتاب، إضافة إلى قاعة محاضرات ومتحف للفن والتاريخ الإسلامي ومركز للأبحاث حول تاريخ الجزائر.