انطلاق أشغال انجاز مشروع جامع الجزائر انطلقت أمس الأحد أشغال وضع الأساس لإنجاز مشروع جامع الجزائر المرتقب تسليمه في السداسي الثاني من سنة 2015، وستستغرق مدة إنجاز هذا المشروع الحضاري الكائن ببلدية المحمدية (الضاحية الشرقية لمدينة الجزائر) 42 شهرا بتكلفة إجمالية مقدرة بمليار أورو. ومن شأن هذا المعلم أن يستحدث 17 ألف منصب شغل من بينها 10 آلاف منصب لفائدة الجزائريين، وحضر حفل انطلاق الأشغال بمكان الإنجاز وزير الشؤون الدينية والأوقاف بو عبد الله غلام الله والسفير الصيني لدى الجزائر ليو يوهي والمدير العام للوكالة الوطنية لانجاز جامع الجزائر علوي محمد لخضر والمدير الفرعي للشركة الصينية المنجزة. وقد تلقّى وزير الشؤون الدينية لدى إشرافه على انطلاق الأشغال شروحات حول المشروع من خلال عرض المخطّط العام لهذا الصرح المعماري والذي يشتمل على مختلف الجوانب الهندسية والهيكلية والجمالية للمشروع، وصرح غلام الله أن مباشرة عملية بناء "يعد بمثابة وضع لبنة جديدة لعلاقة الصداقة الجزائرية الصينية" ملحا في السياق ذاته على احترام مدة الانجاز، ومن جانبه أبدى السفير الصيني لدى الجزائر ليو يوهي تحمسه "لتظافر جهود البلدين لتشييد هذا الصرح الرائع بكل دقة واحترافية مع احترام الآجال المحددة لإنجاز المشروع". وجاءت الانطلاقة الفعلية لانجاز المشروع حسب المدير العام للوكالة الوطنية لانجاز جامع الجزائر، بعد أن تم التوقيع على عقد الانجاز وتسليم الأمر بالخدمة للشركة الصينية العمومية لهندسة البناء "شاينا ستايت كونستراكشن"، ويضم المشروع 12 بناية منفصلة تتربع على موقع يمتد على حوالي 20 هكتارا مع مساحة إجمالية تفوق 400 ألف متر مربع، وسيتوفر هذا الصرح الذي سيشيد وفقا لنظام مضاد للزلازل على قاعة للصلاة تقدّر مساحتها بهكتارين وتتسع ل120 ألف مصلي، استمد تصميمها من أشكال قاعات الصلاة المغاربية المرفوعة على أعمدة مع استعمال أحدث التقنيات. وحسب المجسّم الذي عرض شهر اكتوبر المنصرم على رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، فإن قاعة صلاة المسجد ستكون مزينة بالرخام والحجر الطبيعي وبقبة كبيرة ذات جدارين يحتويان على فتحات تسمح بمرور الضوء الطبيعي إلى القاعة كما تضيء بأنوارها ليلا، وعلاوة على قاعة الصلاة يحتوي الجامع أيضا على دار للقرآن مخصّصة لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرج ومركز ثقافي إسلامي. أما المكتبة التي تضم نحو 2000 مقعد، فقد صمّمت لاستيعاب مليون كتاب وتعد قاعة المطالعة المفتوحة على ثلاثة طوابق قلب هذه المكتبة التي يغلب عليها التغليف الجداري المزيّن والتجهيزات المكتبية المصنوعة خصيصا لعرض الكتب والوسائل السمعية البصرية، وترتفع منارة الجامع على علو يقدر ب300 متر وهي نتاج توازن في التناسب بين الأبعاد مع احترام مقاييس المنارات التقليدية المغاربية وقد روعي في تصميمها الاستعمال الرمزي للرقم 5 نسبة لأركان الاسلام الخمسة. وتتوفر منارة الجامع التي تضم متحفا للتاريخ ومراكز بحث في الميادين التاريخية والعلمية، على مصعدين يمكنان الزوار من الاستمتاع بمناظر الجزائر العاصمة وضواحيها على مدار 360 درجة، ويتوفر الجامع أيضا على حظيرة للسيارات تتسع ل6000 مكان مؤلفة من طابقين يقعان تحت الفناء الخارجي والجزء الغربي من حديقة هذا المعلم. يذكر أن الدراسة الخاصة بإنجاز هذا المشروع كانت قد أسندت إلى المجموعة الألمانية "أنجل و زيمرمان" و"كرابس وكييفر انترناشينال جي أم بي أش" و "كرابس وكييفر وبرتنار انترنشينال" خلال شهر جانفي 2008 بعد فوزها بالمسابقة الهندسية الوطنية والدولية لانجاز جامع الجزائر.