اجتمعت المعارضة، على أن الرسالة التي توجه بها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، إلى الشعب الجزائري عشية انطلاق الحملة الانتخابية، تعد "خرقا" لقواعد اللعبة السياسية، من باب كونه مترشحا حرا للانتخابات الرئاسية، كما أنها تحمل العديد من المغالطات بخصوص وضعه الصحي، والمطلب الجماهيري الذي حظي به للتقدم إلى الرابعة، إضافة إلى كونها دعوة إلى التصويت له بعد تذكيره بإنجازاته طيلة ثلاث عهدات. ويرى الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، أن الرسالة التي كشف فيها الرئيس المترشح للانتخابات الرئاسية عن الدواعي السياسية للترشح "غير مقبولة"، مكذبا ما ورد فيها من تصريحات بخصوص المطالب الجماهيرية التي دفعت به إلى إعلان ترشحه، معلقا على ذلك بالقول "إن من طلب ذلك ليس كل الشعب الجزائري، وإنما المحيط المنتفع من الرئيس"، رافضا أن يربط الرئيس بين وضعه الصحي وضرورة الاستمرار في حكم البلاد، و«كأنه تقرير مصير للبلاد مثلما حدث في 62، عندما استرجعت الجزائر عافيتها واستقلالها من الاستدمار الفرنسي"، مذكرا بالخطاب الذي ألقاه الرئيس في 8 ماي 2012 بسطيف ، ودعوته إلى التصويت على جبهة التحرير الوطني، وختم ذويبي كلامه بالقول الجزار بحاجة إلى سياسات أخرى وأشخاص آخرين. وقال رئيس جبهة العدالة والتنمية، عبد الله جاب الله، إن العملية الانتخابية بحاجة إلى إعادة النظر، من أساسها، "نظرا إلى غياب أدنى شروط النزاهة والشفافية فيها"، وقال"إن الرسالة لا معنى لها في ظل الظروف الصحية التي تحيط بالمترشح الحر بوتفليقة، فهو رجل مريض لا يقوى على تحمل المسؤوليات"، وعلق على محتواها قائلا "كلام شبعنا منو"، وأن المطلوب "إصلاحات جوهرية بما يعزز دولة المواطنة". اما الناطق الرسمي باسم حزب جيل جديد، سفيان صخري، فيرى في الرسالة "أنها اختراق للحملة الانتخابية التي انطلقت أمس رسميا وانتهاك لقواعد اللعبة لكون الرئيس خاطب الجزائريين عشية الحملة وهو مترشح كباقي المترشحين للرئاسيات القادمة"، وأضاف "أن الخطاب يحمل في طياته دعاية انتخابية لشخصه وللنظام أيضا"، منبها إلى أن الرسالة "ورد فيها تهديد غير مباشر للمجموعات والأطراف التي تهدد الاستقرار ويقصد الأحزاب التي تسعى لإفساد هذه المهزلة السياسية" ويقصد الانتخابات الرئاسية، "في إشارة إلى كلام الرئيس الذي قال "سأنذر العهدة الجديدة التي تريدون إلقاءها على عاتقي، لحماية بلادنا من التحرشات الداخلية والخارجية الداهمة ومن تلك المحتملة بكافة أشكالها"، موضحا "أن نظام بوتفليقة في وضعية نفسية متدهورة ويعيش هستيريا بعد نجاح تجمع المعارضة الرافض للعهدة الرابعة في قاعة حرشة حسان الجمعة الماضية، بعد رص صفوف المعارضة وتوحدها". وأشار عبد القادر بوجوراس، مدير الحملة الانتخابية لمرشح الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي إلى أن الرئيس المترشح يريد بهذه الرسالة أن يخلف نفسه، وأنه يطلب العهدة الرابعة من الشعب الجزائري، في وقت يعيب المتحدث أنه خلال العهدات الثلاث لم ير العدل وتوزيع الثروات بشكل عادل وفشل ذريع في البرامج السكنية والتنموية، وقال "هناك تناقضات بين محتوى الرسالة والواقع المعاش"، معتبرا الرسالة "حملة انتخابية وخرقا لقواعد اللعبة السياسية".