أكدت مصادر من داخل جبهة القوى الاشتراكية، أن الحزب يرفض المشاركة في ندوة الانتقال الديمقراطي الذي تحضر له مجموعة من الأحزاب السياسية. فيما قال السكرتير الأول، أحمد بطاطاش، إن الأولوية في الوقت الحالي ل«إعادة بناء إجماع وطني" قبل الذهاب إلى "دستور توافقي" الذي يتطلب "مشاركة جميع الطبقة السياسية". وأوضحت المصادر ذاتها، أن رفض أقدم حزب معارض في الجزائر المشاركة في هذه الندوة التي تحضر لها تنسيقية الأحزاب والشخصيات السياسية المقاطعة للرئاسيات (سابقا)، جاء بناء على رفض "الأفافاس" حضور عرس لم يشارك في التحضير له. مع العلم أن التنسيقية سبق وأن حددت تاريخا لإجراء هذه الندوة التي يرفض الأفافاس اعتبارها "وطنية"، بحكم عدم مشاركة أغلب الطبقة السياسية فيها "لحد الساعة" بما فيها السلطة. كما يرى البعض أن موقف حزب الدا الحسين جاء منسجما مع القرارات السابقة للحزب، أبرزها تلك التي تبناها في الانتخابات التشريعية السابقة في 2012، بالإضافة لما وصف ب«اللاموقف" من الانتخابات الرئاسية منتصف أفريل المنقضي، حيث يبدو أن جبهة القوى الاشتراكية ترفض إحراج نفسها بالوقوف في صف المعارضة بشكل مباشر، وتفضل مواصلة نهج سياسة "اللاموقف" أو "مهادنة" السلطة، على رأي بعض الملاحظين السياسين، حيث حيث رفض الحزب المشاركة أو الدعوة إلى المقاطعة ولا حتى التصويت بالورقة البيضاء، مفضلا الدعوة إلى ضرورة تحقيق ما يسميه "إجماع وطني" لكافة ألوان الطيف السياسي ل«تحقيق خروج الجزائر من أزمتها". وفي السياق ذاته، أعلنت جبهة القوى الاشتراكية، الأسبوع الماضي، عن انطلاق سلسلة من اللقاءات مع مجموعة من الأحزاب والمرشحين للانتخابات الرئاسية السابقة وجمعيات من المجتمع المدني "لمعرفة رأيهم في الأزمة الجزائرية"، وفضل الحزب عدم الكشف عن هوية هذه الأحزاب والشخصيات الوطنية التي التقتها، حيث من المرتقب أن يتم الكشف عنهم لاحقا وفي "أقرب وقت".. من جهة أخرى، وصف السكرتير الأول ل«الأفافاس" أحمد بطاطاش، أمس في لقاء المنتخبين بولاية تيزي وزو، منهجية عمل السلطة في الدعوة إلى دستور توافقي بمثابة "العربة التي توضع أمام الثور"، في إشارة واضحة منها لرفض الانخراط في هذا المسعى، مجددا أن الأولوية في الوقت الحالي ل«إعادة بناء إجماع وطني" قبل الذهاب إلى "دستور توافقي" الذي يتطلب "مشاركة جميع الطبقة السياسية"، مشيرا إلى أن أجندة الحزب تشمل العمل مع "كافة الأطراف للإعداد لندوة الإجماع السياسي الوطني"، مضيفا "وذلك بمشاركة السلطة"، موضحا "نريد أن نرسم مع الجميع خارطة إعادة بناء الإجماع الوطني".