أعلنت جبهة القوى الاشتراكية، رفضها لحقيبتين وزاريتين في حكومة سلال 3، بعد العرض الذي تلقته من الوزير الأول عبد المالك سلال، الذي اتصل بالقيادة الجماعية لأقدم حزب معارض في الجزائر. فيما دعا "الأفافاس" الطبقة السياسية إلى العمل على بناء "إجماع وطني" للخروج من "الأزمة الجزائرية". ذكر عضو القيادة الجماعية لحزب جبهة القوى الاشتراكية، علي العسكري، أمس خلال كلمته الافتتاحية في الدورة العادية الثالثة للمجلس الوطني، أن حزب الدا الحسين تلقى عرضا من طرف الوزير الأول عبد المالك سلال، في إطار المشاورات التي يقودها هذا الأخير لتشكيل حكومته الثالثة، مؤكدا أن "الأفافاس" رفض حقيبتين وزاريتين عرضتا عليه، موضحا أن هذا الموقف "مبدئي" ومنسجم -حسبه- مع القرارات التي اتخذتها القيادة الجماعية في المؤتمر الخامس للحزب، ومع الموقف الأخير للحزب من الانتخابات الرئاسية، حيث رفض المشاركة أو الدعوة إلى المقاطعة ولا حتى التصويت بالورقة البيضاء، مفضلا الدعوة إلى ضرورة تحقيق ما يسميه "إجماع وطني" لكافة ألوان الطيف السياسي ل«تحقيق خروج الجزائر من أزمتها". وفي ذات السياق، كشف علي العسكري أن جبهة القوى الاشتراكية انطلقت في عقد سلسلة من اللقاءات مع مجموعة من الأحزاب والمرشحين للانتخابات الرئاسية السابقة وجمعيات من المجتمع المدني "لمعرفة رأيهم في الأزمة الجزائرية"، وفضل المتحدث عدم الكشف عن هوية هذه الأحزاب والشخصيات الوطنية التي التقتها مكتفيا بالقول "اللقاءات بدأت وسنكشف عنها لاحقا"، وأضاف العسكري إن هناك أيضا مجموعة من الأحزاب اتصلت بجبهة القوى الاشتراكية في إطار ما يحضر حاليا في الساحة السياسية في إشارة واضحة إلى تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي التي تحضر لندوة وطنية في هذا الإطار منتصف شهر ماي الجاري. وفي ذات السياق، رفض السكرتير الأول ل«الأفافاس"، أحمد بطاطاش، الكشف عن تسمية الحقائب الوزارية التي عرضت على الحزب، معلقا "نحن رفضنا المناصب الحكومية كمبدأ.. ولا تهمنا نوعية المناصب"، وفي سؤال يتعلق بالندوة التي يحضر لها الحزب قال بطاطاش إنه مستعد للعمل مع كل الحساسيات والأطياف السياسية المتواجدة في الساحة، غير أنه انتقد ما سماه "طريقة عمل" تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطية باعتبارهم "تسرعوا"، مشيرا إلى أن "الأفافاس" يريد العمل "بروية ودون تسرع" لتحقيق "التوافق والإجماع السياسي الوطني" بخصوص الانتقال الديمقراطي، مشيرا إلى أن هذه الجماعة اختارت توقيت الندوة وشكلت لجنة للتحضير لها، مؤكدا "هذا يختلف عن خطة عملنا"، في إشارة واضحة إلى عدم قبول "الأفافاس" العمل مع المقاطعين (سابقا) في مثل هذه الظروف، ليعقب باطاطاش قائلا "أجندتنا تشمل العمل مع كافة الأطراف للإعداد لندوة الإجماع السياسي الوطني"، مضيفا "وذلك بمشاركة السلطة"، كما أضاف "نحن لا نقول انضموا إلينا.. بل نرسم مع الجميع خارطة إعادة بناء الإجماع الوطني".