طعنت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، في أول خرجة إعلامية لها منذ تنصيبها على رأس القطاع، في مستوى شهادة البكالوريا التي تم إجراؤها بين 2008 و2014، أي منذ تبني العمل بالعتبة خلال عهدتي الوزيرين بن بوزيد وبابا أحمد، موضحة أنه "لا يمكن الحديث عن البكالوريا على مدار السبع سنوات الأخيرة، لأن قيمتها منخفضة بسبب العتبة". وتعهدت بن غبريط أنها ستعمل على استرجاع القيمة الرمزية لشهادة البكالوريا، خلال إشرافها على الندوة الوطنية لمدراء التربية تحضيرا للدخول المدرسي المقبل، مؤكدة مقابل ذلك أنها ستعمل على استرجاع قيمة البكالوريا، مشيرة إلى أن العتبة جاءت بعد عدد من الإجراءات والأحداث إلا أنها أثرت سلبا على مصداقية شهادة البكالوريا، وهو ما يعني إلغاءها ابتداء من العام المقبل، مشيرة إلى أن عتبة الدروس بالنسبة لممتحني شهادة البكالوريا تمت بعد عمل ميداني وجبار للمفتشين شملت الدروس التي تلقاها التلاميذ على مدار السنة الدراسية فقط، مؤكدة أن جميع المؤسسات بلغت العتبة، باستثناء بعص الأفواج التربوية التي تم إعطاء تعليمات لمديريات التربية لفتح المؤسسات ابتداء من 3 ماي الفارط لاستدراكها. وتأسفت الوزيرة عند حديثها عن باكالوريا 2013، على حالات الغش الجماعي الذي سجلت في بعض مراكز الامتحانات، معتبرة إياها مؤشرا خطيرا يؤكد وجود عجز على مستوى السلطة ينبغي أن يؤخذ جديا بعين الاعتبار، وتعهدت في السياق ذاته بضرورة إعادة النظر في عملية تنظيم الامتحانات المدرسية بما فيها شهادة البكالوريا من خلال إمكانية الذهاب إلى الامتحانات المسبقة أو الدورة الثانية. وكشفت بن غبريط فيما يتعلق بخطة عملها خلال الأيام المقبلة سواء من الناحية البيداغوجية أو الاجتماعية، عن خارطة طريق ستنتهجها ترتكز على ثلاثة محاور، تتمثل في إعادة تقييم الاصلاحات، التي ستكون خلال الجلسات الوطنية للتربية التي سيتم تنظيمها شهر جويلية المقبل لغلق ورشات مراجعة الإصلاحات، مع تنصيب مجلس وطني للتربية. كما تعهدت بإعادة بفتح الحوار مع الشركاء وتنصيب مجلس وطني للتربية مع التركيز على تأهيل الموارد البشرية وتكوينها، إلى جانب إدخال الحكامة على القطاع من خلال تنظيم التسيير والتنظيم، مشددة على أن مصلحة التلميذ ستكون أهم جانب سيتم التركيز عليه خلال مراجعة الإصلاحات. وركزت بن غبريط على أهمية مباشرة تفكير مع كافة الشركاء "نقابات وجمعيات أولياء التلاميذ وبيداغوجيين" حول كيفيات وآفاق عمل جديدة بغية تصحيح النقائص المسجلة، مشيرة إلى أن الوقت ملائم للشروع في تقييم مراحل تطبيق إصلاح النظام التربوي، الذي أطلق حسب ما وصفته بطريقة غير منسقة، مؤكدة على أهمية تحضير التلاميذ للتحكم في أدوات التفكير وإعادة فرض الانضباط وذلك من خلال نقاش بناء. كما عرضت المسؤولة الأولى عن قطاع التربية، مشروع مخطط عمل متعلق بالإصلاح البيداغوجي والموارد البشرية والحكامة على الحكومة، موضحة أن مضمونه سيأخذ بعين الاعتبار التعديلات والمراجعات التي يفرضها الميدان وتطورات المجتمع، مع التركيز على أهمية إعداد مدونة أخلاقية لإصلاح مهنة الأستاذ. وعن ولاية غرداية، أكدت الوزيرة أن تقارير المفتشين أشارت إلى أن تنفيذ البرامج تعدى مستوى العتبة التي تم تحديدها، رغم الضغوطات التي عاشتها المنطقة وهو ما يعني حسبها ان الأمر لايستدعي تنظيم دورة خاصة بهذه الولاية، مشددة على أن مصلحة التلميذ ستكون أهم محور يتم التركيز عليه في القطاع مستقبلا، في وقت أشار مدير التربية للولاية عز الدين جيلاني، إلى أن ولاية غرداية بلغت نسبة تقدم الدروس على مستواها العتبة التي تام تحديدها من طرف الوزارة، باستثناء بعض الأفواج التربوية في مادة اللغة الفرنسية. وأعلنت بن غبريط فتح الحوار مع الشركاء، كاشفة عن مباشرة لقاءات مع النقابات وجمعيات أولياء التلاميذ ابتداء من نهاية الأسبوع الجاري، داعية النقابات إلى عدم الدخول في إضرابات من أجل التفرغ لخدمة القطاع قائلة "لا تلهونا بالإضرابات ولا تشعلوا النار، نريد أن نرفع من مستوى المدرسة الجزائرية، وبالاضرابات لن نستطيع ذلك" وشددت على أن مصلحة التلاميذ لن تساوم، ويجب على كل الأطراف تحمل المسؤولية. وبخصوص تحضير الدخول المدرسي المقبل والقضاء على مشكل اكتظاظ الأقسام، تتوقع وزارة التربية الوطنية استلام 249 مدرسة ابتدائية جديدة و99 متوسطة. فيما تقدر هياكل الاستقبال بالنسبة للتعليم الثانوي ب 125 ثانوية جديدة، بالموازاة مع ارتفاع عدد التلاميذ بما يفوق 8.6 مليون تلميذ، أي بزيادة قدرها 188 ألف تلميذ ونسبة 2.26 بالمائة. عبد المجيد هدواس: تخفيف وزن الكتب لتقليل ثقل المحفظة إلى ذلك، كشف رئيس الديوان بالوزارة عبد المجيد هدواس، أن الوزارة اتخذت جملة من الاجراءات لتخفيف ثقل المحافظ، حيث تم تخفيف حجم الكتب الجديدة التي ستوزع على التلاميذ ابتداء من الدخول المدرسي المقبل، إلى جانب إمكانية نسخ الكتاب المدرسي في ثلاثة أجزاء مستقبلا. من جهته، أعلن مدير التعليم الثانوي عبد القادر ميسوم عن إجرءات جديدة سيتم اتخاذها فيما يخص الطور الابتدائي ابتداء من العام الدراسي المقبل، أي بعد فصل الجلسات الوطنية التي تقرر تنظيمها ابتداء من شهر جويلة المقبل تخص تخفيف برامج الطور الإول من خلال إدماج بعض المواد ومراجعة البرنامج لجميع مواد السنتين الأولى والثانية ابتدائي. تزويد مراكز الإجراء بأجهزة تشويش كشفت مصادر من وزارة التربية الوطنية أنه تقرر تزويد مراكز إجراء امتحانات البكالوريا عبر مختلف ولات الوطن بأجهزة تشويش لمنع أي محاولة غش عن طريق أجهزة البلوتوث التي تم الترويج لها في السوق مؤخرا. وأضافت مصادرنا أنه علاوة على إجراءات الحراسة التي تم فرضها، قررت الوزارة اللجوء إلى هذا الإجراء لمنع أي محاولات غش من شأنها التأثير سلبا على سيرورة الامتحانات، خاصة بعد الفضيحة التي شهدتها البكالوريا في دورتها السنة الماضية.