دعت وزيرة التربية نورية بن غبريط أمس كافّة النقابات والشركاء الاجتماعيين إلى التخلّي عن لغة الإضراب في الوقت الرّاهن، قائلة: (دعونا نعمل لنعطي نتائج مُرضية بالقطاع). في الندوة الصحفية الأولى التي نشّطتها وزيرة التربية على هامش اللّقاء الذي أقيم بوزارة التربية بالمرادية، الجزائر العاصمة، مع مديري التربية لكامل ولايات الوطن والفاعلين في الحقل التربوي تمّ وضع اللّمسات الأخيرة على التحضيرات الخاصّة بامتحانات آخر السنة. طرح برنامج مديري التربية ل 48 ولاية قالت الوزيرة نورية بن غبريط عن موضوع عتبة الدروس بالنّسبة لممتحني شهادة البكالوريا إنها شملت الدروس التي تلقّاها التلاميذ على مدار السنة الدراسية فقط، مضيفة أنها حدّدت ما بين 85 و95 بالمائة من الدروس المقدّمة، وفي هذا الإطار أوضحت أن الامتحانات ستتعلّق بالبرامج التي درّست (فعليا)، مشيرة إلى أن الفصل الثالث شهد العديد من الغيابات بالنّسبة للتلاميذ، ممّا شكل عائقا أمام تلقينهم الدروس المتبقّية. وفي هذا الإطار، اعتبرت الوزيرة تنصيبها على رأس قطاع التربية تشريفا وتكليفا، وقالت إن من أهمّ الملفات التي باشرت العمل فيها ملفا الامتحانات الرّسمية والدخول المدرسي المقبل، مشدّدة على ضرورة التجنيد من أجل إصلاح المنظومة التربوية ووضع الثقة في الوزارة من أجل مساعدتها على إنجاح مشاريعها التي تهمّ القطاع. أمّا عن الامتحانات الرّسمية لمترشحّي البكالوريا فأكّدت وزيرة التربية أنه يوجد موضوعان للأسئلة وعلى المترشّح الاختيار فقط، بالإضافة إلى نصّ ساعة ستضاف إلى الوقت المحدّد للامتحانات، إلى جانب أن هناك خطّا أخضر وبريدا إلكترونيا في خدمة أولياء التلاميذ والتلاميذ وضعته الوزارة من أجل طرح انشغالاتهم، على حد تعبير الوزارة. وتأسّفت وزيرة التربية بخصوص (الغشّ الجماعي) الذي سجّل في بعض مراكز الامتحانات خلال بكالوريا 2013، معتبرة أن هذا النّوع من السلوكات يمثّل (مؤشّرا قويا على وجود عجز على مستوى السلطة ينبغي أن يؤخذ جدّيا بعين الاعتبار)، وأضافت أن الأمر يبعث على التفكير حول إعادة تنظيم الامتحانات المدرسية، معلنة أنه تمّ تسخير وسائل بشرية ومادية لضمان سير امتحانات سنة 2014 في ظروف عادية. في هذا السياق، أضافت بن غبريط أنه تمّ عرض مشروع مخطّط عمل متعلّق بالإصلاح البيداغوجي والمورد البشري والحكامة على الحكومة، موضّحة أن مضمونه أعد مع أخذ بعين الاعتبار (التعديلات والمراجعات التي يفرضها الميدان وتطوّرات المجتمع). وعن أولوياتها القصوى في القطاع أشارت الوزيرة إلى (تنظيم امتحانات نهاية السنة في هدوء، إذ تعدّ بالفعل نتيجة مجهود جبّار، سواء تعلّق الأمر بالتلاميذ أو أوليائهم)، (من واجبنا أن نسهر على إنجاح هذه الامتحانات وأن نضمن راحة التلاميذ). ملتقى حول إعداد مدوّنة أخلاق لإصلاح مهنة الأستاذ أعلنت وزيرة التربية عن تنظيم منتدى في شهر جويلية لتسوية كافّة المشاكل من خلال نقاش جماعي مع كافّة الشركاء، مع التركيز على أهمّية إعداد مدوّنة أخلاق لإصلاح مهنة الأستاذ، مشيرة إلى التأخيرات المسجّلة في إنجاز المؤسسات التربوية. وبخصوص إصلاحات النّظام التربوي أكّدت بن غبريط التزامها ب (مواصلة) و(تعزيز) ما تمّ إنجازه منذ إطلاق المسار في 2003، مركّزة على أهمّية مباشرة تفكير مع كافّة الشركاء (نقابات وجمعيات أولياء التلاميذ وبيداغوجيين) حول كيفيات وآفاق عمل جديدة بغية تصحيح النقائص المسجلة. "تلاميذ غرداية أتمّوا برنامجهم الدراسي" عن ولاية غرداية والأحداث الدامية التي عاشها سكان المنطقة قالت بن غبريط إن مديري التربية كانوا على اتّصال مع الوزارة في كلّ لحظة، مشيرة إلى أن هناك بعض التخصّصات وصلت إلى مرحلة متقدّمة واجتازت الدروس المحدّدة للعتبة، مشيدة بتلاميذ ولاية غرداية ووصفتهم بالأذكياء كونهم استطاعوا التغلّب على هذه المرحلة، قائلة: (منطقة الجنوب الجزائري لا تمثّل أيّ مشكلة). "لابد من فتح قنوات الحوار مع جميع الفاعلين" تطرّقت الوزيرة نورية التي نزلت ضيفة على برنامج ضيف قاعة التحرير للقناة الثالثة بالإذاعة الوطنية إلى الأهمّية القصوى التي ستليها مستقبلا لتكوين الأساتذة والمعلّمين، أين قالت: (هذه المسألة ستكون من أولوياتي)، مؤكّدة أنها ستفتح باب النقاش والحوار مع نقابات الأساتذة والمعلّمين، وكذا جمعيات أولياء التلاميذ للتطرّق إلى القضايا التي تهمّ قطاع التربية. وفي نفس السياق، أدلى مدير التعليم الثانوي بوزارة التربية ميسوم بتصريح للقناة الأولى ينتظر منها أن تناقش محورين أساسيين، أولهما التحضيرات النهائية الخاصّة بامتحانات نهاية السنة لشهادة البكالوريا والتعليم المتوسّط وشهادة التعليم الابتدائي، أمّا المحور الثاني فيتعلّق بالاستعدادات الخاصّة بالدخول المدرسي القادم.