قيادة الأركان تُوفد وحدة متخصصة عالية الكفاءة للمشاركة في التحريات تمكنت مصالح الأمن من تفكيك خلية إسناد ودعم لوجستي للإرهابيين بمنطقة تيمياوين الواقعة على بعد 850 كلم جنوبي أدرار. وحسب مصدر أمني موثوق، فإن هذه المجموعة التي تعمل على تجنيد جزائريين للقتال في ليبيا وشمال مالي وتسهيل وصول هؤلاء إلى جبهات القتال في الدولتين تتكون من ستة عناصر تم توقيفهم منذ يومين على أساس أنهم من البدو الرحّل، ليتم بعد الانتهاء من التحقيقات والتحريات المعمقة التي قامت بها المصالح المختصة، إيداع أربعة أشخاص منهم الحبس المؤقت، فيما استفاد اثنان آخران من الإفراج المؤقت. وأبلغت مصادر أمنية مطلعة ‘'البلاد'' أن أجهزة الأمن الجزائرية تحقق مع شبكة أخرى تتكون من تسعة جزائريين وثلاثة ليبيين ورعيتين من مالي، في قضية ما بات يعرف على مستوى مصالح الأمن المكلفة بمتابعة النشاط الإرهابي في الساحل بشبكة المدعو ‘'محراف"، الذي ضبطت مصالح الأمن مؤخرا وثائق ورسائل تخص رعايا ليبيين وماليين، يرغبون في الوصول إلى معاقل ما يعرف بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي". وذكر مصدر أمني أن هذه التطورات الخاصة بنشاط خلايا التجنيد المفترضة للإرهابيين دفعت بقيادة أركان الجيش الوطني الشعبي لإيفاد مجموعة من أكثر الضباط خبرة وكفاءة، ومجموعة خبراء تقنيين مختصين في الاتصالات، ووحدة عسكرية متخصصة عالية الكفاءة. وحصلت ‘'البلاد'' على معلومات حول مراقبة صارمة لنشاط الإرهابيين يجري تطبيقها منذ أسابيع قليلة انطلاقا من موقع محدد في أقصى جنوبالجزائر. وفي موضوع الإرهاب في دول الساحل، كشف مصدرنا بأن الأمن الجزائري شرع في ملاحقة الجماعة الإرهابية بوسائل متطورة جدا في شمال مالي، بالتعاون الاستخباراتي مع دول الجوار، ودخلت قبائل البدو الرحّل في خط المواجهة، من أهمها قبائل الأجواد، فرادي، والزغيمات، ساسو وهي قبائل معروفة بصلاتها القوية بالجزائر. وذكرت مصادر مقربة من التحقيق في خلايا التجنيد بأن المشتبه فيه الرئيس يقيم في منطقة بالجنوب الشرقي للجزائر مع رعيتين من مالي وليبيا، وكانت مهمته تسهيل وصول المتطوعين من دول مثل ليبيا ومصر وتونس، إلى معاقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتوفير الطعام والوقود وأماكن آمنة لهم، ثم تسهيل تهريبهم عبر ممرات تنطلق من ليبيا وتصل إلى أقصى الجنوب الشرقي للجزائر في عين أناي ووزاين المتاخمة للحدود النيجيرية، وهي قريبة كذلك من حدود ليبيا ثم الوصول إلى ‘'اين الزاتي'' في شمال النيجر، والتسلل عبر مسالك صحراوية إلى شمال مالي. وقد تم خلال عملية أمنية في إطار التحقيق الجاري، إيقاف ثلاثة رعايا ليبيين ورعيتين من مالي تسللوا إلى الجزائر بطريقة غير قانونية عبر مسالك صحراوية قرب واد أروان، الواقع شمال بلدة غات الليبية. ويحاول المحققون، حسب المعلومات المتاحة، معرفة العدد الحقيقي لليبيين الذين استغلوا شبكة التهريب التي تم ضبطها مؤخرا، وإن كان من بين المتسللين أشخاص من جنسيات أخرى، والتعرف على نوايا الليبيين إن كانت الاستقرار في الساحل أم العودة إلى ليبيا والمشاركة في الحرب الدائرة هناك بين الميليشيات المسلحة. وكانت مصالح الأمن قد اشتبهت منذ أكثر من شهرين في وجود شبكة تهرّب الليبيين إلى شمال مالي، بعد رصد اتصالات هاتفية بين شمال مالي ومدن ليبية، ويتواصل التحري حول وجود شبكات أخرى في أقصى الجنوب الشرقي.