أوقفت مصالح الأمن الجزائرية شخصين، بتهمة تسهيل وصول ليبيين إلى معاقل تنظيم القاعدة في شمال مالي. وأوقفت خلال عملية أمنية ثلاثة أشخاص من جنسية ليبية، حاولوا التسلل إلى شمال النيجر ثم الوصول إلى شمال مالي. أفادت مصادر أمنية ل''الخبر''، أن أجهزة الأمن الجزائرية تحقق مع خمسة متهمين جزائريين وثلاثة ليبيين ورعية مالي، في قضية ما بات يعرف على مستوى مصالح الأمن المكلفة بمتابعة النشاط الإرهابي في الساحل بشبكة المدعو ''محراف. م''، الذي ضبطت مصالح الأمن بحوزته قبل أيام قليلة وثائق ورسائل تخص رعايا ليبيين، يرغبون في الوصول إلى معاقل تنظيم القاعدة المغاربي في الساحل. وذكرت نفس المصادر، ذات الصلة بالتحقيق في القضية، بأن المشتبه فيه يقيم في منطقة بالجنوب الشرقي للجزائر مع رعية مالي، وكانت مهمته تسهيل وصول المتطوعين من دول مثل ليبيا ومصر وتونس، إلى معاقل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وتوفير الطعام والوقود وأماكن آمنة لهم، ثم تسهيل تهريبهم عبر ممرات تنطلق من ليبيا وتصل إلى أقصى الجنوب الشرقي للجزائر في عين أناي ووزاين المتاخمة للحدود النيجيرية، وهي قريبة كذلك من حدود ليبيا ثم الوصول إلى ''اين الزاتي'' في شمال النيجر، والتسلل عبر مسالك صحراوية إلى شمال مالي. وقد تم خلال عملية أمنية في إطار التحقيق الجاري، إيقاف ثلاثة رعايا ليبيين تسللوا إلى الجزائر بطريقة غير قانونية عبر مسالك صحراوية قرب واد اروان، الواقع شمال بلدة غات الليبية. ويحاول المحققون، حسب المعلومات المتاحة، معرفة العدد الحقيقي لليبيين الذين استغلوا شبكة التهريب التي تم ضبطها مؤخرا، وإن كان من بين المتسللين أشخاص من جنسيات أخرى، والتعرف على نوايا الليبيين إن كانت الاستقرار في الساحل أم العودة إلى ليبيا والمشاركة في الحرب الدائرة هناك. وكانت مصالح الأمن قد اشتبهت منذ أكثر من شهرين في وجود شبكة تهرّب الليبيين إلى شمال مالي، بعد رصد اتصالات هاتفية بين شمال مالي ومدن ليبية، ويتواصل التحري حول وجود شبكات أخرى في أقصى الجنوب الشرقي. وكانت فرضيات عدة قبل اليوم قد أكدت وجود معسكرات تدريب لتنظيم القاعدة في الصحراء الليبية. لكن المعطيات الجديدة أكدت بأن فرع القاعدة في الساحل يعمل على تدريب عناصر ليبيين ينتمون لنفس التنظيم. وكشف مصدر على صلة بالتحقيق بأن مصالح الأمن والدرك أوقفت في عدة مناسبات ليبيين حاولوا التسلل إلى الجزائر، ويجري التحقيق معهم حاليا.