في زمن ''البحة'' والبلح العربي استفاق العالم بسره وعلنه على أن إمارة أبو ظبي، دخلت التاريخ من باب ''تمرة صناعية''، بعد افتكاكها عن جدارة و''استتمار''، من التمر، لجائزة مهرجان ''ليوا للرطب'' الدولي، لتنال ''نيويورك العرب'' كما يسمونها، شرف الدخول إلى موسوعة ''غينيس''، والخبر ليس نكتة، كما أن المهرجان حقيقة وواقع مثله، مثل مهرجان عام 2008 الذي كان شعاره ''أكبر صحن بلح'' وكانت رتبته الأولى طبعا من نصيب أمة العرب، فنحن متفوقون دوما إذا ما كان في الجوار ''بلح''.. سلطنة عمان العربية، تحتفي بخلود سلطانها ''قابوس'' في الحكم، بتنظيم مهرجان دولي للحم، وتفتك عن جدارة و''استلحام''، من اللحم، شرف دخولها موسوعة ''غينيس'' العالمية، بصناعة أكبر طبق من ''المكبوس باللحم'' في العالم، والخبر حقيقي ولا ''سخرية'' فيه، والمهرجان أقيم منذ أيام، وفرحة العرب أضحت فرحتين، فرحة ''تمر'' وفرحة لحم..وفي كلا الفرحتين، فنحن الأوائل ونحن الفائزون ونحن ''غينيس'' ولا أحد سوانا.. في الوقت الذي تتعرض فيه جزر الإمارات إلى تحرش إيراني يطالب بأحقيته في آبارها النفطية، مدججا بصواريخ آخر طراز، استنفرت حتى أمريكا العالم في عقر بيتها الأبيض، نجد نفس الإمارات المهددة تتفنن في تطوير ''التمر'' لتجعل منه ممرا لدخول التاريخ والتأريخ، على أن أمة ''البلح'' هذا وبالتمر واللحم و''غينيس'' يمكنها أن تغير مجرى التاريخ فتحرر القدس، وتطعم غزة، وتبطل مفعول الصواريخ، التي لم تدخل ''غينيس'' بمحاربتها عن طريق شرائح اللحم أو عراجين التمر.. فاطربي يا أخرق وأغبى أمة ابتلاها الله بحكام لا يفكرون ولا يحاربون ولا ينامون إلا ببطونهم وعلى بطونهم..؟