فتحت مصالح الدرك الوطني في العديد من الولايات، تحقيقات مكثفة حول قيام فلاحين ومزارعين بسقي أراضيهم ومحاصيلهم بالمياه القذرة ومياه الصرف الصحي من الأودية المحاذية للمناطق المزروعة أو مصبات مياه الصرف الصحي التي تجلبها القنوات من التجمعات السكنية. وجاء ذلك إثر ورود معلومات لمصالح الدرك على مستوى العديد من الولايات، خاصة بمنطقة الوسط كالبويرة والبليدة وبومرداس وتيبازة والعاصمة والشلف، حيث مكنت عمليات المعاينة الميدانية للعديد من الفرق من حجز محركات ومضخات تستعمل في عملية جلب المياه من الوديان ومصبات المياه القذرة. كما جاء تحرك مصالح الدرك الوطني على إثر تقارير ومحاضر حررتها فرق المراقبة والوقاية الصحة وأعوان مصالح النظافة والمراقبة البيطرية التابعة للبلديات. وعرفت ظاهرة سقي المحاصيل بالمياه القذرة انتشارا في الآونة الأخيرة بالولايات المعنية، بسبب النقص الكبير في مياه السقي إثر انخفاض منسوب السدود وقرار الديوان الوطني لسقي الأراضي الفلاحية بتخفيض كمية المياه الموجهة للسقي حفاظا على الكمية الموجهة للشرب. كما أدى نقص تساقط الأمطار في الأشهر القليلة الفارطة إلى تأزم الوضع ودفع بالفلاحين إلى استعمال المياه القذرة في سقي منتجاتهم خوفا من تلفها وضياع استثماراتهم . وتمكنت مصالح الدرك الوطني بولايتي تيبازة والشلف، مؤخرا، من توقيف عديد الفلاحين وحجز عتاد يستعمل في عمليات السقي من واد الناظور، وعلى إثر ذلك قامت المصالح بدورية على مستوى المكان، ليتم العثور على محركات بالمضخة ومجموعة من الأنابيب ملكا لثلاثة أشخاص. كما قام أعوان الدرك بأخذ عينة من المياه وصور في انتظار ماستسفر عنه التحاليل ليتم بعدها استكمال الإجراءات والتحقيق الذي لا يزال مفتوحا. كما تم حجز مضخات بوادي وادي الشلف وبالتحديد الخط الرابط بين أم الدروع ووادي الفضة تستخدم في سقي محاصيل زراعية وفواكه صيفية. وبينت مصلحة الوقاية لمديرية الصحة أن الظاهرة أخذت أبعادا مقلقة في الفترة الأخيرة نسبة إلى عدد محاضر المخالفات المسجلة في كل مكان عبر أنحاء الولايات. كما تم ضبط العديد من الفلاحين بمناطق وادي الفضة، الشلف، الصبحة، بوقادير، الظهرة، عين مران، الهرانفة، وتسببت عملية السقي في "تسميم " المنتجات الفلاحية وتحولها إلى مواد خطرة على صحة المستهلكين، حيث لم يتوانوا عن وضع أنابيب السقي مباشرة من مجاري خاصة بتصريف المياه القذرة والقيام برش منتجات هامة كفواكه الصيف على غرار "الدلاع" ،«البطيخ" و«الخوخ"، إضافة إلى خضروات كالخرشوف، الكوسة والبطاطس، وهي المنتجات الأكثر طلبا خلال شهر رمضان الذي هو على الأبواب.