لا بديل للمنتخب الفرنسي في لقائه سهرة اليوم، أمام الهندوراس في اكتمال مباراة المجموعة الخامسة لكأس العالم، بمدينة بورتو أليغري بملعب "بييرا ريو"، سوى الظفر بالنقاط الثلاث إن أرادوا حقا محو انتكاسة مونديال جنوب إفريقيا 2010. ويجب على فرنسا بطلة العالم لنسخة 98، أن تضع الهندوراس المتواضعة تحت ضغط شديد في مباراتهما على الرغم من أن ولع فرنسا بالإضرار بنفسها يمنح المنتخب القادم من أمريكا الوسطى الأمل في تحقيق مفاجأة. وسيخوض رفقاء بن زيمة البطولة بتشكيلة متجانسة وأكثر استقرارا تحت قيادة المدرب ديدييه ديشامب وستسعى لمحو ذكريات بطولة 2010، التي أقيمت في جنوب إفريقيا عندما ثار اللاعبون ضد المدرب ريمون دومينيك وعادوا إلى البلاد يجرون أذيال الخيبة عقب عروض كارثية، وكان منتخب "الديوك" قد تلقى ضربة موجعة عندما انسحب اللاعب المخضرم فرانك ريبيري من التشكيلة بسبب إصابة في الظهر. أما منتخب الهندوراس، ربما يكون القول المأثور للمغني الأمريكي بوب ديلان الذي يقول فيه "عندما لا يكون بوسعك تحقيق شيء فإنه ليس لديك ما تخسره" هي شعار هندوراس في هذه البطولة، حيث لم تفز بأي مباراة خلال ظهورها مرتين في كأس العالم عامي 1982 و2010. كما فشلت في تسجيل أي هدف في كأس العالم بجنوب إفريقيا قبل أربع سنوات. ومع ذلك، يجب على الفريق أن يقدم صورة جيدة عن نفسه هذه المرة، وتعززت تلك المشاعر الإيجابية بالتعادل السلبي أمام إنجلترا في مباراة ودية جرت في ميامي الأسبوع الماضي. الإكوادور تعلن عن وقوفها وراء الساحر بالاسيوس إذا كان منتخب هندوراس حجز بطاقته عن جدارة إلى نهائيات كأس العالم المقامة في البرازيل، فإن الفضل يعود بدرجة كبيرة إلى عقله المدبر لاعب وسط ستوك سيتي الإنجليزي ويلسون بالاسيوس. ولعب بالاسيوس 95 مباراة دولية حتى الآن، ويعد واحد من أبرز 4 لاعبين في صفوف المنتخب الهندوراسي الحالي الذين تخطوا حاجز 90 مباراة دولية بعد حارس المرمى القائد نويل فاياداريس (120) ومدافع هال سيتي الإنجليزي ماينور فيغيروا (102)، ولاعب وسط هيوستن الأمريكي أوسكار بونييك غارسيا (91). ويشكل بالاسيوس صاحب 6 أهداف في مسيرته الدولية، ثنائيا مبدعا مع لاعب وسط ويغان الإنجليزي روغر اسبينوسا وهو أحد الركائز الأساسية في التشكيلة مستفيدا من خبرته في الملاعب الإنجليزية. ويُلقب اللاعب بالاسيوس ب"الساحر" بسبب هدف سجله من منتصف الملعب لفريقه أولمبيا ضد ماراثون ليحرز لقبه الخامس في دوري 2006، وعن المباراة الافتتاحية ضد فرنسا، يقول ويلسون "سنحاول الفوز لإهدائه لروح شقيقي المتوفي". ودخل ويلسون وشقيقاه جيري وجوني التاريخ في مونديال جنوب إفريقيا عندما أصبحوا أول 3 أشقاء في تاريخ المونديال يدافعون عن ألوان منتخب واحد. وينحدر الأشقاء الثلاثة من بلدة "لا سيبا"، وجيري هو الشقيق الأكبر بعمر 33 عاما، يليه ولسون 29 عاما ثم جوني 27 عاما، ويغيب الأخير عن النسخة الحالية. جيرو وساخو يقودان فرنسا أمام الهندوراس أصبح الدوليان الفرنسيان أوليفيه جيرو ولوران كوتشيلني، ثنائي فريق أرسنال الإنجليزي، جاهزين لقيادة دفة المنتخب الفرنسي في مونديال البرازيل بعد مشاركتهما في تدريبات الفريق. كما عاد مدافع ليفربول مامادو ساخو لتدريبات المنتخب الفرنسي عقب تعافيه من إصابة في الركبة اليمنى، وأصبح جاهزا للمشاركة في المباراة الافتتاحية للديوك أمام هندوراس سهرة اليوم. ويأمل المنتخب الفرنسي أن يظهر بشكل قوي في كأس العالم رغم افتقاده لجهود نجمه الأول فرانك ريبيري بسبب الإصابة. ودفع ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي بالثنائي جيرو وكريم بن زيمة في خط هجوم فريقه خلال المباراة الودية أمام جامايكا الأسبوع الماضي، وقد أثبت الثنائي جدارته بعد أن قادا منتخب بلادهما للفوز بثمانية أهداف نظيفة. بوغبا: "حلمي بدأ يتحقق وأعدكم أن نتأهل" هذا ما قاله بول بوغبا بعد وصوله مع منتخب بلاده إلى البرازيل، وسيدخل نجم وسط جوفنتوس الإيطالي إلى المونديال، وهو يبحث عن مكان له بين العمالقة من خلال فرض نفسه ركيزة لا غنى عنها في تشكيلة المنتخب الفرنسي الساعي إلى تعويض خيبة جنوب إفريقيا 2010. رغم أن سنه لم يتجاز الحادية والعشرين، لكن موهبته وأهميته بالنسبة إلى "الديوك" الذي يريد أن يمحو "مهزلة" مشاركته في العرس الكروي العالمي قبل أربعة أعوام، دفعت المدرب ديدييه ديشامب إلى تعديل تكتيكه لكي يستوعب المنتخب الفرنسي نجم "اليوفي" في خط وسطه من خلال الاعتماد على خطة (4-3-3). ما يميز بوغبا عن غيره من النجوم الواعدين هو استعداده للقتال من أجل زملائه والفريق، كما يدرك تماما بأنه لم يصل حتى الآن إلى مصاف اللاعبين الكبار مثل الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو أو حتى مواطنه فرانك ريبيري، الغائب عن النهائيات بسبب الإصابة. "حلمي بدأ يتحقق وأعدكم بالتأهل"، "يجب أن أجيد توقيت صعودي (إلى منطقة الخصم) بشكل أفضل"، هذا ما اعترف به بوغبا، مضيفا "يجب ان أهاجم وأن أدافع ، لكن الأهم هو أن أنتبه لطريقة لعبي، أنا لست متحررا في المنتخب بالقدر الذي أنا عليه مع فريقي".