التهبت أسعار اللحوم الحمراء بالولايات الحدودية الشرقية فقفزت إلى مستويات قياسية عشية رمضان بسبب استمرار إغلاق أسواق الماشية كإجراء احتياطي لجأت إليه الحكومة للوقاية من زحف مرض الحمى القلاعية الذي ظهر في تونس، تجاوزت أسعار اللحوم الحمراء في أسواق اللحوم بولايات الطارف وسوق أهراس وتبسة والوادي كل التوقعات بعدما بلغت 1500 دج، وهو مستوى لم تشهده المنطقة على مدار السنوات الماضية رغم سطوة شبكات التهريب على سوق الماشية من قبل. وتكشف جولة ميدانية إلى عدد من الأسواق خاصة بالذرعان والقالة في الطارف بأن عدوى الأسعار الخيالية امتدت إلى جميع محلات الجزارين والمقصبات، حيث وصل سعر لحم الخروف 1500 دينار فيما بلغ سعر لحم البقر 1350 دينارا. ولم تستثن حمى ارتفاع السعر حتى اللحوم البيضاء فبعدما بلغ سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج حدود 380 دينارا بشكل أعاق العائلات عن البحث عن بدائل في ظل التهاب أسعار الأسماك منذ مدة طويلة وسألت "البلاد" عاملين بمذابح الذرعان في ولاية الطارف حول "أزمة اللحوم" فأكد عدد من المستخدمين أن تداعيات الإجراءات الوقائية التي اتخذتها وزارة الفلاحة للحد من زحف وباء الحمى القلاعية بإغلاق أسواق الماشية انعكست على الأسعار حيث تقلص عدد المواشي والأبقار التي تدخل يوميا ويتم شراؤها بسعر مرتفع في أسواق المواشي. وأضاف آخرون أن الأزمة في تفاقم مستمر حيث يشهد معدل استهلاك اللحوم تزايدا في الآونة الأخيرة مقارنة بضعف العرض من المواشي. وكانت وزارة الفلاحة قد اتخذت خلال شهر ماي المنقضي جملة من الإجراءات للوقاية من دخول هذا المرض إلى البلاد بعد انتشار هذه العدوى في بعض الولايات الحدودية في تونس، حيث أغلقت أسواق الماشية ودعت المربين إلى التقليل من تنقلات الحيوانات وطلب المساعدة من الأطباء البياطرة في حالة الضرورة، حيث يتم تنظيم تنقلات المجترات (الأبقار، الأغنام، الماعز) بموجب شهادة صحية بيطرية. كما يمنع على المربين إدخال حيوانات جديدة للمستثمرة دون مراقبة من طرف المصالح البيطرية والحد أيضا من دخول الأشخاص الأجانب إليها.