الخارطة الجهادية لداعش ليست مقلقة في شمال إفريقيا استبعد علية العلاني المؤرخ والباحث في الحركات الإسلامية بالمغرب العربي، أن يتمكن تنظيم داعش من توسيع نشاطه ونقل تهديده إلى شمال إفريقيا لأن واقع المنطقة لا يسمح بإقامة خلافة "داعش"، وتوقع أن ينجح التنسيق الاستخباراتي الأمني بين الجزائروتونس وليبيا وعدد من الدول في إبعاد خطر التيارات الإرهابية، لكنه حذر من إمكانية استفاقة خلايا القاعدة النائمة إذا طالت أزمة التنظيم. واعتبر الباحث في الحركات الإسلامية بالمغرب العربي علية العلاني أن إقامة دولة الخلافة بعد إعلان تنظيم داعش قيام خلافة إسلامية ومبايعة زعيمها أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين، لا يمكنه أن يمتد إلى شمال إفرقيا، حيث قال في تصريح لجريدة "الصباح نيوز" "لا أعتقد أن دولة خلافة داعش ستنتقل إلى شمال إفريقيا إلا على مستوى التصريحات لأن الواقع الموضوعي في بلدان شمال إفريقيا لا يسمح بإقامة مثل هذه الخلافة، وأشار المتحدث إلى إلى التنسيق الأمني الذي يجمع عدة دول بينها الجزائر، تونس، ليبيا ومصر التي توصلت بعد آخر اجتماع لها إلى اتفاق أمني سري بين هذه الدول تضمّن العمل المشترك بين هذه الدول من أجل تشديد الإجراءات على الحدود المشتركة برا وبحرا لضمان عدم تسلل أي من هذه الجماعات إلى خارج الحدود الليبية. وتشديد الرقابة على الحدود البرية مع محاصرة جيوب الإرهاب وغلق الأبواب أمام الملاذات الآمنة التي كانت تحتضن هذه الجماعات عند التضييق عليها، وبدأت دول الجوار تتحرك استنادا لتقارير أمنية حذرت من خطر وشيك على حدودها المشتركة مع ليبيا، إلى جانب مخاطر مخططات عمليات تصدير "جيوب الإرهاب" كان لابد من وقفة لمحاصرة هذه الجيوب وجعل ليبيا المحطة الأخيرة للإرهاب،. حيث قال علية العلاني "إن هناك ترتيبات جديدة ستجبر جهاديي شمال إفريقيا على العودة إلى الساحل الإفريقي أو الدخول في طور السرية المطلقة." أمّا بخصوص تأثيرات إعلان داعش عن قيام خلافة إسلامية على دول أخرى فبيّن العلاني في حواره أنّ التداعيات ستكون سلبية إذا ما طالت الأزمة العراقية وعجز الفرقاء السياسيين عن إيجاد مخرج للأزمة العراقية الحالية، مضيفا حينها ستطول إقامة داعش في المناطق التي تسيطر عليها وسيؤدي ذلك إلى استفاقة الخلايا النائمة للقاعدة في عدد من البلدان العربية. من جهة أخرى، أعطى المحلل قراءته بشأن إعلان تنظيم داعش قيام خلافة إسلامية، حيث اعتبر أن هذا الإعلان له مفعول إعلامي أكثر منه تأثير حقيقي على الميدان.. قائلا "لا يجب أن ننسى أن الذين يقاتلون الحكومة العراقية خليط من الأطراف تشقها تناقضات عميقة لكن يوحدها كرههم للحكومة التي همشتهم سياسيا واقتصاديا... وبالتالي أعتقد أن السنّة المعتدلين لا يقبلون إطلاقا بدولة الخلافة لأنهم يعرفون قبل غيرهم أن هؤلاء مشدودون إلى خيوط وأجندات كثيرة ليست بالضرورة تحب الخير للعراق وثانيا لأن السنة المعتدلين ليس من مصلحتهم ربط مطالبهم واحتجاجاتهم المشروعة بأفكار مجموعة مثل داعش التي ستقضي عليهم لاحقا الحكومات الأوروبية تصارع تيار زحف مواطنيها نحو تنظيمات مسلحة. وفي سياق آخر، تصارع الحكومات الأوروبية خطر التحاق مواطنيها بالتنظيمات الإرهابية التي تستقطب ألاف المقاتلين في صفوفها خاصة في سوريا، حيث حذر تقرير استخباري هولندي أمس من أن الجماعات الإسلامية المتشددة في البلاد أصبحت "سرباً" لا مركزياً ومراوغاً. ونبه التقرير إلى أن هذه الجماعات ربما تعمل على توسيع دائرة اهتمامها لتشمل الشرق الأوسط بأكمله بدلاً من الحرب في سوريا فقط. وقال التقرير "حالياً يركز الجهاديون على سوريا ولكن هذا الأمر قد يتغير وقد ينتشرون إلى مناطق صراع حالية مثل العراق واليمن وأيضاً إلى مناطق أخرى محتملة مثل مصر- من ضمنها سيناء- أو ليبيا، وأبدت الوكالة العامة للأمن والاستخبارات الهولندية في تقييمها الأخير تخوفا كبيرا من الخطر الذي تمثله الجماعات الجهادية السرية التي باتت -حسب التقرير- أكثر قوة وثقة بالنفس، وحذر من أن المتطرفين في هولندا وبينهم المهاجرون المغاربة والأتراك قد يوسعون دائرة اهتمامهم إلى القتال في مناطق صراع فعلية أو محتملة في الشرق الأوسط، كما حذر خبراء ألمان من تزايد إقبال الشباب في ألمانيا على الفكر السلفي. وشدد رئيس الهيئة الألمانية للتعليم السياسي توماس كروجر، خلال مؤتمر انعقد أمس في مدينة بون على ضرورة الحذر إزاء انتشار الفكر السلفي بين الشباب المسلمين في ألمانيا، وقال إنه على الرغم من أن أتباع هذا الفكر لا يزيدون عن بضعة آلاف في ألمانيا إلا أن هناك تزايداً متسارعاً في معتنقي هذا الفكر وأشار إلى أن هذا الفكر يستهدف الشباب بشكل خاص. وأوضح كروجر أن عواقب اعتناق هذا الفكر بين الشباب تتضح في أعداد الشباب الأوروبيين الذين غادروا بلادهم متوجهين للجهاد في سوريا، وقال إن أكثر من 20 سلفياً ألمانياً قتلوا حتى الآن خلال الحروب في سوريا.