كشفت تقارير استخباراتية، عن مخطط لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف ب«داعش"، يهدف للتوغل إلى الجزائر واتخاذها مركزا لتنظيمه الجديد الذي سيطلق عليه اسم "تنظيم الدولة الإسلامية في المغرب الإسلامي "دامس"، حيث تعمل زعامات جهادية في ليبيا مرتبطة بأجندة داعش منذ مدة على زرع قدم راسخة لها في الجزائر من خلال اتخاذ تونس كنقطة عبور، وسحب الزعامة من تنظيم القاعدة الذي حقق ثروة هائلة من وراء عمليات الاختطاف وطلب الفدية قدرت ب 300 مليون دولار. وحذّر الخبير في الجماعات الإسلامية التونسي علية العلاني، من مخطط "داعش" لاستهداف الجزائر، باستخدام زعامات من ليبيا جندت لهذا الغرض، عبر اتخاذ تونس كنقطة عبور الى الأراضي الجزائرية، حيث يتم التأسيس لميلاد تنظيم جديد يسمى "دامس"، والذي سيشكل المنافس الأكبر للقاعدة في المغرب الإسلامي، في السيطرة على منطقة شمال إفريقيا والساحل، حسب ما نشرته وسائل إعلام عربية، مشيرا إلى أن الخبراء يؤكدون وجود مصالح متقاطعة بين داعش وأجهزة استخباراتية أجنبية، ما يرجح فرضية التكالب الأجنبي على الجزائر. وكشف الخبير ذاته، عن أن تنظيم القاعدة حصد أزيد من 300 مليون دولار، من وراء عمليات الاختطاف وطلب الفدية، وهي ميزانية كافية لتمويل عديد العمليات الإرهابية في شمال إفريقيا، وأضاف أن بروز تنظيم أنصار الشريعة الموالي للقاعدة بعد ما يسمى بالربيع العربي في تونس، سمح لزعمائها بتبييض أموالها عن طريق الجمعيات الخيرية والدعوية في تونس ومصر وليبيا، حيث باشرت تونس منذ فترة عمليات تدقيق مالي لدى بعض الجمعيات الخيرية، بعد شكوك في ضلوعها في تبييض الأموال لدعم الإرهاب. وتعود أسباب تعاظم نفوذ القاعدة في شمال إفريقيا، حسب الخبير، أولا إلى الرخوة الأمنية التي صاحبت حكم تيار الإسلام السياسي، وثانيا إلى بقاء العديد من المساجد تحت سلطة التيارات الدينية المتشددة، وثالثا إلى الوضع في ليبيا المتّسم بسيطرة القاعدة على العديد من مدن هذا البلد والقدرات المالية الكبيرة التي تمتلكها القاعدة في ليبيا، وأضاف أن داعش يملك أنصارا شمال إفريقيا، ذلك أن معظم الجهاديين الذين ذهبوا إلى سوريا انضموا إلى داعش لأن جبهة النصرة تريد الحفاظ على طابعها المحلي. في السياق، تسعى السلطات الأمنية الجزائرية إلى تكثيف قواتها أكثر على الحدود مع ليبيا، بعد تأزم الأوضاع في الأيام الأخيرة، وسط مخاوف من أن تحاول العناصر الإرهابية اختراق الحدود أو تسريب السلاح إلى داخل التراب الوطني.