الدور ربع النهائي تنطلق عشية الغد، مباريات الدور ربع النهائي من منافسات كأس العالم، التي ستجمع بين المنتخب الألماني والفرنسي بملعب ماراكانا بالبرازيل للتنافس على تأشيرة التأهل إلى الدور نصف النهائي الذي هو حلم مشروع يطمح إليه الجميع. يبحث المنتخب الفرنسي بقيادة نجمه كريم بن زيمة، عن الفرصة المواتية التي تسمح له بالمرور إلى الدور المقبل وتكرار إنجاز مونديال 98 الذي توج فيه آنذاك رفقاء النجم زين الدين زيدان بأول وآخر لقب مونديالي لهم، ومن دون شك سيحاول المنتخب الفرنسي توظيف كامل أوراقه من أجل التفوق على المنتخب الألماني الذي أنهكه الإرهاق بسبب مباراته الأخيرة ضد المنتخب الجزائري خلال الدور ثمن النهائي، وهي النقطة التي سيحاول الاستثمار فيها المدرب الفرنسي ديديه ديشامب لصالح تشكيلته في لقاء الأمسية، التي ستكون من دون شك حاسمة لكلا المنتخبين. من جهته، منتخب الماكينات الألمانية، يدرك صعوبة المأمورية التي تنتظره أمام منتخب "الديوك" الفرنسي، ولن يرضى بغير التأهل إلى الدور نصف النهائي والاستعداد لملاقاة الفائز من مباراة البرازيل وكولومبيا، حيث يسعى القائد فيليب لام إلى تعويض الأداء الباهت الذي قدموه أمام المنتخب الجزائري خلال المباراة الأخيرة، بعدما تأهلوا بصعوبة إلى الدور ربع النهائي، وسيعمل المدرب الألماني يواكيم لوف على إيجاد الخطة التكتيكية المناسبة التي تضمن خوض أشباله مباراة فرنسا بأريحية وبدون بذل جهد بدني كبير مثلما فعلوا أمام "محاربو الصحراء" من أجل الفوز وتحقيق خطوة إلى الأمام من أجل التتويج بلقب المونديال الذي يصبو إليه رفقاء أوزويل منذ مدة طويلة. ومن دون شك الكل يدرك أن المواجهة سوف لن تخلو من عاملي الإثارة والحماس المعهود بين المنتخبين، بالنظر إلى عدة عوامل مرتبطة بهذا اللقاء، خصوصا في ظل الحساسية الموجودة بين المنتخبين سواء من الجانب الرياضي أو الجانب السياسي وهو ما يدركه لاعبو الفريقين، وتسترجع المباراة ذكريات واحدة من أكثر المواجهات إثارة في كأس العالم عندما نجحت ألمانيا في إقصاء فرنسا في الدور نصف النهائي بنهائيات 1982 في إسبانيا بركلات الترجيح. وفي تلك المباراة كانت فرنسا تتقدم (3-1) بعد أن سجلت هدفين في الوقت الإضافي، لكن تمكن الألمان من التعويض بهدفين والفوز بركلات الترجيح. ديشان يطالب لاعبيه بضرورة التركيز أشار المدرب الفرنسي ديدييه ديشان، إلى أن فرنسا تأهلت بجدارة لدور الثمانية في كأس العالم وأن الحديث عن معاناة المهاجم كريم بن زيمة في مركز الجناح أو ذكر الهزائم السابقة أمام ألمانيا أمور لا تفيد. وفازت فرنسا 2-صفر على نيجيريا في دور الستة عشر وتقابل ألمانيا في دور الثمانية غدا الجمعة. وقال ديشان للصحافيين في قاعدة المنتخب في ريبيراو بريتو "يدرك اللاعبون أنها مباراة بدور الثمانية في كأس العالم". ورفض ديشان - الذي قال إن مامادو ساكو سيعود إلى التشكيلة بعدما استعاد لياقته مجددا - مما أثير حول عدم ارتياح بن زيمة للعب كجناح لمدة ساعة بدلا من قلب الهجوم المفضل لديه. وقال المدرب "هل أبدى بن زيمة استياءه؟ إنه انطباعكم أنتم وبعد ساعة فتحت أمامنا مساحات ووجد نفسه في قلب الهجوم". وأتى قرار ديشان بالدفع باللاعب انطوان جريزمان في مركز الجناح وإعادة بن زيمة لقلب الهجوم ثماره، حيث سجلت فرنسا هدفين في آخر 11 دقيقة. وحث ديشان وسائل الإعلام الفرنسية والمشجعين على عدم المبالغة في المسيرة الناجحة للفريق التي تأتي عقب أربعة أعوام من خروج فرنسا الفائزة بكأس العالم 1998 من دور المجموعات في نهائيات 2010 بسبب تمرد بين اللاعبين لطخ صورة الفريق. وقال ديشان "يرغب الفريق في التقدم حتى النهاية لكن كرة القدم ليست علما دقيقا. بمقدور فريقي مواصلة التقدم بمستوى رائع لكن الحديث عن الفوز باللقب مبالغة"، وتابع "أهم شيء بالنسبة إلينا هو يوم الجمعة". وقال ديشان "فرنسا ضد ألمانيا هذه أولى ذكرياتي عن الفريق في عام 1982 لكن بسبب النهاية القاسية نتحدث عنها حتى اليوم. ولكن لاعبي فريقي لم يكونوا قد ولدوا حينها ولن أتحدث عنها". المدرب الألماني لوف: "لماذا الكل يسعى للثأر منا؟" أبدى المدرب الألماني، يواكيم لوف، استغرابه من حدة التصريحات التي أضحى يطلقها الفرنسيون مؤخرا بشأن الثأر من المنتخب الألماني بسبب الخلفيات التاريخية للمواجهات السابقة بين المنتخبين، وأشار ذات المدرب إلى أن مسألة الثأر والانتقام أصبحت تثير اشمئزازه، خصوصا أن كرة القدم وُجدت للمتعة وليس من أجل الانتقام والخروج عن إطارها الرياضي، قائلا "لماذا الكل يسعى للثأر منا؟، هذا الأمر بات يقلقني كثيرا عندما نواجه فريقا ما، ويقومون هم بالحديث عن الثأر والانتقام، أشعر وكأننا ارتكبنا جرائم في حق الجميع، رغم أننا لا نتحمل ما قام به أسلافنا سابقا"، مضيفا "جئنا لخوض مباريات في كرة القدم والاحتفال، وبعدها يمكن للجميع العودة إلى دياره مهما كانت النتائج المحققة، وأرجوكم كفانا حديثا عن هذا الأمر الذي لا يستحق النظر إليه عندما يتعلق الأمر بالتنافس الرياضي".