ستكون كل الأنظار مشدودة سهرة اليوم، صوب ملعب "مينيراو" ببيلو هوروزونتي بالبرازيل، نحو المواجهة القوية بين المنتخبين البرازيليوألمانيا لحساب الدور النصف النهائي من منافسات كأس العالم المقامة حاليا بالبرازيل. لا تزال البرازيل الطامحة للقب سادس في كأس العالم تتجرع مرارة الإصابة التي طالت نيمار في انتصارها بدور الثمانية على حساب كولومبيا، تحبس الأمة بأكملها الأنفاس وكلها أمل في ألا يبدد غيابه تطلعاتها للتتويج، ويدرك الجميع في العالم أنه لو خرجت مباراة اليوم بأي نتيجة أخرى غير فوز البرازيل فستتحطم الآمال الوطنية لمئتي مليون مهووس بكرة القدم في مشهد ربما لن يختلف كثيرا عما جرى في 1950 حين خسرت البرازيل اللقب على أرضها أمام أوروغواي في المباراة الختامية. وسيجبر لويز فيليبي سكولاري مدرب البرازيل على تغيير شكل تشكيلته في مركزين في ظل غياب القائد تياغو سيلفا للإيقاف في مواجهة منافس وصل للدور النصف النهائي للمرة الرابعة على التوالي وهو رقم قياسي. ومن دون شك يدرك سكولاري كيف يحقق الفوز على ألمانيا، بعدما تمكن من الفوز على هذا البلد في مونديال 2002 بكوريا واليابان بنتيجة (20) وكان ذلك آخر لقاء بين البلدين. في الجهة المقابلة سيكون المعسكر الألماني على موعد مع التاريخ إن تمكن من الظفر بورقة التأهل إلى الدور النهائي على حساب البلد المنظم، رغم أن "المانشافت" الآن أقل إثارة وأقل شبابا من ذلك الذي خاض نهائيات 2010 لكنه ربما أكثر فعالية وخبرة، ولم يكن الألمان بحاجة للانطلاق بأقصى طاقتهم أمام فرنسا إذ سجلوا هدفا مبكرا وحافظوا عليه، إضافة إلى الأداء الباهت الذي ظهروا به خلال لقاء الثمن النهائي أمام الجزائر والتي كانوا يتجهون فيها إلى الإقصاء لولا الجانب البدني الذي أنهك الجزائريين وإلا لكانوا قد أقصيوا من ذلك الدور. ويعمل ثنائي قلب الدفاع جيروم بواتنغ وماتس هوملز بانتظام كالساعة، من أجل الاستعداد جيدا للمواجهة ضد البلد المنظم وأمام جماهيرهم، حيث سيكون على الثنائي المذكور احتواء خطورة المهاجمين البرازيليين الذين يتحلوا بالسرعة في اللعب، وهو ما يدركه المدرب الألماني لوف الذي هو مُطالب بإيجاد الخطة التكتيكية المناسبة للإطاحة بنجوم السامبا على أرضهم، والوصول إلى الدور النهائي ونيل اللقب الرابع في مشوارهم منذ آخر تتويج لهم في 1990. ومما لا شك فيه أنه سيكون العالم مع موعد مشاهدة معركة كبيرة فوق الميدان بين عملاقي الكرة العالمية البرازيل والألمان، وستكون المتعة والإثارة حاضرة بين المنتخبين رغم أن الأفضلية ستكون للبلد المنظم البرازيل. البرازيلي أوسكار: "سنفوز من أجل نيمار" أعرب اللاعب البرازيلي أوسكار، عن أسفه الشديد لغياب زميله في الفريق نيمار دا سيلفا بعد الإصابة الخطيرة التي تلقاها خلال المباراة الفارطة أمام كولومبيا، مشيرا إلى أن غياب نيمار سيكون واضحا من دون شك، متمنيا أن يساهم فيمن سيدخل كبديل له في الفوز على ألمانيا، قائلا: "سنفتقد نيمار، أيا كان من سيحل محله سيكون عليه أن يلعب كجزء من الفريق ويساهم في الفوز على ألمانيا". وأضاف: "أفضل شيء هو اللعب كفريق وأتمنى أن يتمكن من سيحل محله من اللعب بشكل جيد، لكن رغم ذلك سنفوز من أجل نيمار"، ويبدو أن تقديم أداء مثل نيمار قد يمثل مشكلة بالنسبة لبديله المحتمل ويليان في ملعب مينيراو في بيلو هوريزونتي، بعدما تمكن نيمار من هز الشباك 35 مرة في 54 مباراة للبرازيل، وهو سجل يتفوق به على كل زملائه في التشكيلة الحالية واختاره سكولاري في جميع مبارياته مع الفريق وعددها 27 مباراة منذ عودته لقيادة المنتخب البرازيلي للمرة الثانية في 2012. المدرب الألماني لوف: "حان الوقت للوصول إلى النهائي" دعا المدرب الألماني، يواكيم لوف، تشكيلة فريقه إلى السعي لمكافئة أنفسهم بالسعي للفوز ضد البرازيل وتجاوزها للوصول إلى الدور النهائي، قائلا: "كافئوا أنفسكم بأن تقدموا في الأسبوع الأخير نفس ما قدمتموه حتى الآن، الدافع موجود بداخلكم ونحن جميعا نريدكم أن تعودوا مرة أخرى من أجل تحقيق الفوز، دعونا نتماسك لأننا معا قادرون على تحقيق مفاجأة كبرى"، في إشارة أن المباراة ضد البرازيل هي فرصة للاعبين لإثبات جدارتهم وأحقيتهم بعد الأداء المخيب الذي قدموه في الأدوار المتقدمة من البطولة. وقال المدرب: "سنحاول الآن الانتقال للخطوة التالية، الفريق قوي ومستقر، في البطولات الخمس الماضية (في كأس العالم وبطولة أوروبا) وصلنا للنصف النهائي، الآن حان الوقت للانتقال للخطوة التالية".