دعا اجتماع وزراء خارجية دول جوار ليبيا في اختتام جلسته أمس بتونس، لوقف العمليات العسكرية في ليبيا. وقال وزير الخارجية التونسي المنجي الحامدي "دعا المجتمعون إلى ضرورة وقف كامل العمليات العسكرية بليبيا". وتابع في مؤتمر صحفي أعقب انتهاء اشغال جلسات الاجتماع "أستبعد أن تكون التطورات العسكرية الأخيرة كرد فعل على هذا الاجتماع". وذكَّر الحامدي بقرار اتخذ المجتمعون لتشكيل لجنتين "الأولى أمنية وعسكرية تترأسها الجزائر لمقاومة الإرهاب وانتشار الأسلحة وبعث منظومة مشتركة لحماية الحدود، والثانية سياسية وتنسقها مصر تعنى بالاتصال بالفرقاء في ليبيا، واللجنتان تحت رئاسة تونس على أن تقدم كل منهما تقريرا مفصلا في اجتماع القاهرة الذي سيعقد في أوت القادم". ولفت الحامدي إلى أن بلاده "معنية بصفة كبيرة بما يحدث في ليبيا أمنيا واقتصاديا واجتماعيا". وأعلنت وزارة الخارجية التونسية، أمس الأول السبت، أنه "من المقرر أن يجتمع، مساء الأحد، وزراء خارجية دول جوار ليبيا، وهي الجزائر ومصر والسودان وتشاد والنيجر، في مدينة الحمامات التونسية، شمال شرق، بحضور وزير الخارجية الليبي وممثلين عن جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي" على أن يناقش الاجتماع، الذي يستمر يومين، قضايا تخص ليبيا، مثل "إرساء حوار وطني ليبي، واستكمال تحقيق العدالة الانتقالية، وتعزيز مؤسسات الدولة ومسار الانتقال الديمقراطي في ليبيا في كنف الأمن والاستقرار". وعقد هذا الاجتماع في ظل تزايد المخاوف من تصاعد أنشطة الجماعات المسلحة في ليبيا، خصوصا مع تواتر أنباء عن عناصر مسلحة قاتلت إلى جانب تنظيم "داعش" في العراق وسوريا داخلت إلى ليبيا. ومنذ منتصف مايو الماضي، تشن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر عملية عسكرية باسم "عملية الكرامة" ضد كتائب تابعة للجيش الليبي، بدعوى "تطهير ليبيا من الإرهابيين"، بينما تقول الحكومة إن ما يحدث "محاولة انقلاب عسكري على السلطة الشرعية". من ناحية أخرى، قالت الأممالمتحدة إنها نقلت بشكل مؤقت بعضا من موظفيها الدوليين من ليبيا بعد اندلاع قتال عنيف بين ميليشيات متناحرة من أجل السيطرة على مطار ليبيا الرئيس. وأدى هذا القتال إلى مقتل ما? ?لا? ?يقل عن سبعة أشخاص، ووقف كل الرحلات الجوية، في أسوأ أعمال عنف في العاصمة الليبية منذ ستة أشهر. وقال فرحان الحق المتحدث باسم الأممالمتحدة "بوسعنا تأكيد حدوث نقل مؤقت لأسباب أمنية". ولم تستبعد مصادر بالأممالمتحدة نقلا مؤقتا لكل الموظفين الدوليين المتبقين في ليبيا إذا استمر تدهور الوضع الأمني. وقال مصدر بالأممالمتحدة إن عدد موظفي الأممالمتحدة "قلص بشكل كبير". وتضم بعثة الأممالمتحدة لدعم ليبيا "يونسميل" نحو 200 موظف محلي ودولي، وذلك بحسب موقعها على الإنترنت. وكانت الاشتباكات التي نشبت بين ميليشيات ليبية متنافسة بالقرب من مطار طرابلس الدولي بالعاصمة، أدت إلى قتل 7 أشخاص وجرح 25 آخرين، بحسب مسؤولين. وألغت السلطات الليبية جميع الرحلات في مطار طرابلس في ظل تقارير بشأن قصف عنيف وتبادل إطلاق نار. وتعرضت ميليشيات مناوئة ل"الإسلاميين" من منطقة الزنتان تسيطر على مطار طرابلس لهجمات من قبل ميليشيات أخرى كانت تحاول السيطرة على هذه المنطقة.