لم تصمد قوات الاحتلال ساعات قليلة أمام المقاومة الفلسطينية في قطاع غزّة، بعد بدء اجتياحها البرّي، إذ اضطرت إلى الانسحاب عقب اشتباكات ضارية، أسفرت عن سقوط أول جندي إسرائيلي في العملية البرّية، التي بدأت ليلة أول أمس، وركّزت على المحورين الشمالي والشرقي. وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان نقلته القناة الإسرائيلية الثانية "قتل جندي إسرائيلي في العملية البرّية على قطاع غزة، وأصيب جنديان بجروح مختلفة"، مضيفا أن "قوات الجيش خاضت اشتباكات قوية في المناطق، التي تقدم بها الجيش الإسرائيلي داخل القطاع". وبدورها، أعلنت كتائب "عز الدين القسام"، أنها قنصت جندياً إسرائيلياً، وقالت في بيان إن "مجاهدينا تمكنوا من قنص جندي إسرائيلي من مسافة قريبة، شرق القرارة شرقي مدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، وإصابته بشكل مباشر". ونجحت المقاومة في إجبار ثلاث وحدات قوات إسرائيلية خاصة، حاولت التسلل إلى شرقي مدينتي رفح، وخان يونس، جنوبي قطاع غزة، وإلى شمالي بلدة بيت حانون شمالي القطاع، على الانسحاب، بعد اشتباكات عنيفة. وقالت "القسام" في بيان "خضنا اشتباكاً عنيفاً مع قوة إسرائيلية خاصة، تسللت خلال ساعات الليل، قرب المدرسة الزراعية في بيت حانون، شمالي قطاع غزة وأرغمناها على الانسحاب"، مشيرة إلى أنّها "فجّرت أربع عبوات مضادة للأفراد في عناصر قوة إسرائيلية خاصة، شمال بيت لاهيا، بعد وقوعها في كمين". كما تصدت المقاومة لمحاولة توغل بري في بلدتي بيت حانون، شمالي القطاع، وأمطرت القوات الخاصة بعشرات الصواريخ المضادة وبنيران رشاشة، مما أجبرها على التراجع إلى الأماكن التي قدمت منها. كما تصدى مقاومون لمحاولات توغل إسرائيلي، شرقي حيّ الشجاعية، وشرقي مدينتي رفح وخان يونس، جنوبي القطاع، ولم ينجح جنود الاحتلال في التقدم إلى أي مكان في القطاع، رغم الغطاء الجوي والمدفعي، الذي كان يرافق محاولات التوغل. من ناحية أخرى، كثّف الطيران الحربي والمدفعية الإسرائيلية من عملياتهما في الساعات الأخيرة. وارتفعت حصيلة الشهداء إلى 260، منذ بدء العدوان قبل أحد عشر يوماً، فيما وصل عدد المصابين إلى 1980 شخصاً، بينهم إصابات كثيرة بالغاز السام الأبيض، الذي ألقي على المناطق الحدودية. وفي المقابل، واصلت المقاومة الفلسطينية ردودها على الاحتلال، إذ قصفت "كتائب القسام" حشوداً عسكرية، شمال قرية أم النصر، بخمسة صواريخ "107"، وكذلك قصفت حشوداً عسكرية، شرق رفح، بأربعة صواريخ "107"، وقصفت موقع زيكيم العسكري بصاروخي "107" وأوفكيم بعشرة صواريخ "غراد". وأكد سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية أنه لا يوجد أي تفاهم حول أي تهدئة إضافية ميدانية مع إسرائيل، في حين اعتبرت الخارجية المصرية أن حماس كان بوسعها إنقاذ ارواح العشرات لو قبلت وقف إطلاق النار. ونفى أبو زهري أن يكون لحماس أي وفود حاليا في القاهرة لإجراء محادثات تتعلق بالعدوان الإسرائيلي على غزة الذي دخل يومه الحادي عشر. وقال إن هدف إسرائيل من إشاعة مثل هذه الأخبار في وسائل إعلامها هو تضليل الرأي العام العالمي، مشددا على أن أي اتفاق يجب أن يسبقه التزام من الاحتلال الإسرائيلي بالشروط الفلسطينية بحسب تعبيره.