ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في يومه ال 15 إلى 829 والجرحى إلى أكثر من 3350 نصفهم من الأطفال والنساء إثر سقوط أكثر من عشرين شهيدا في القصف الإسرائيلي المستمر امس وفق ما أفاد به المدير العام للإسعاف والطوارئ في غزة معاوية حسنين، وبعد سقوط 8 شهداء في غارة جديدة على غزة. ووسط معارك عنيفة دارت على عدة محاور، أطلقت المقاومة دفعات من الصواريخ على بلدات إسرائيلية موقعة ثلاث إصابات في عسقلان. كما أعلنت فصائل للمقاومة قتل وجرح عدد من جنود الاحتلال في هجمات وعمليات قنص. ورغم إعلان إسرائيل ما سمتها هدنة إنسانية لمدة ثلاث ساعات (من الساعة الواحدة ظهرا إلى الرابعة عصرا بالتوقيت المحلي) إلا أنها واصلت قصفها وغاراتها على عدة مناطق في القطاع في الدقائق الأولى لدخول الهدنة حيز التنفيذ. وهو ما يعني ان استمرار قصف المناطق التي تشهد اشتباكات عنيفة منذ صباح امس شمال غربي مدينة غزة وشرقي جباليا لن تشملها هذه الهدنة. وقبل فترة وجيزة من الهدنة الإنسانية المعلنة من جانب إسرائيل سقط ثمانية شهداء من عائلة واحدة إثر سقوط قذيفة مدفعية على منزلهم بمخيم جباليا للاجئين، وذلك في إطار القصف المدفعي المكثف والعشوائي الذي شهدته المنطقة. وسبق هذا القصف سقوط شهيدين اثنين في غارة جوية على منطقة السلاطين في بلدة بيت لاهيا، وتحدثت المصادر الطبية الفلسطينية عن عدد من الجرحى خاصة من الأطفال في مناطق القصف تسعى أطقم الإسعاف لانتشالهم. وأشار المدير العام للإسعاف والطوارئ في غزة إلى سقوط شهيد وثلاثة جرحى في قصف استهدف سيارة، إضافة إلى ثلاثة شهداء في منطقة القرارة وشهيدين آخرين في خان يونس جنوبي قطاع غزة، وشهيد في معسكر الشاطئ بغزة. كما أصيب أربعة فلسطينيين من عائلة واحدة بينهم طفلة في قصف لمنزلهم في حي الشيخ رضوان شمال غزة، وتعرض منزل الصحفي الفلسطيني سمير خليفة الذي يعمل مراسلا للتلفزيون السوداني امس لقصف بقذائف الدبابات الإسرائيلية التي تتمركز في حي الزيتون شرقي مدينة غزة. وتدور معارك وصفت بالشرسة بعدما تقدم الجنود الإسرائيليون إلى منطقة التوام على المشارف الشمالية الغربية لمدينة غزة تجاه منطقة السودانية. واستمرت الاشتباكات المتقطعة في المنطقة التي شهدت مواجهات عنيفة الليلة قبل الماضية وفجر امس. تخللها قصف جوي مكثف استهدف أحدها محطة وقود. وبالمقابل واصلت المقاومة تصديها لمحاولة التوغل الإسرائيلية رغم أن الاشتباكات العنيفة خفت حدتها، في محاولة من الجنود الإسرائيليين لجر المقاومين إلى مناطق مفتوحة تُسهل استهدافهم. وجرت اشتباكات عنيفة أيضا في منطقة شرق جباليا شمال القطاع، حيث قصفت مدفعية الاحتلال المكان بشكل مكثف. كما قصفت المروحيات الإسرائيلية صباح امس حيي التفاح والشعب شمال شرق غزة، حيث شهدت المنطقة مواجهات عنيفة مع ساعات فجر امس. وتصدت المقاومة لمحاولات تقدم إسرائيلية تجاه المناطق السكنية في حي الزيتون من الشريط الذي سيطر عليه جنود الاحتلال فيما كان يعرف بمستوطنة نتساريمفي محاولة لعزل غزة عن مناطق جنوب القطاع. وبالتزامن مع الاشتباكات العنيفة الدائرة في محيط غزة اندلعت مواجهات في المنطقتين المحيطتين بمعبري كيسوفيم وصوفا جنوبي القطاع، وشهدت المنطقتان توغلين محدودين لعدد من الآليات والجرافات الإسرائيلية وسط إطلاق نار مكثف. كما قصفت الطائرات الحربية الشريط الحدودي في رفح. وذكرت مصادر فلسطينية أن الغارات استهدفت عشرة منازل في أطراف مدينة رفح، كما دمر الاحتلال منزلا في منطقة المعمور جنوبي شرق خان يونس. ومحولا رئيسيا للكهرباء في رفح. وعلى الجانب الإسرائيلي أعلنت عدة فصائل للمقاومة الفلسطينية مهاجمتها قوات إسرائيلية متوغلة وتكبيد جنود الاحتلال خسائر بين قتيل وجريح. فقد أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تفجير عبوتين ناسفتين بقوة إسرائيلية راجلة مكونة من تسعة جنود وقنص جندي آخر على جبل الكاشف شرق جباليا، وتفجير منزل بداخله قوة إسرائيلية شرقي حي التفاح بغزة.أما سريا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي فقد أعلنت قنص جندي إسرائيلي قرب حي الزيتون شرقي غزة واستشهاد اثنين من عناصرها، وسبق أن أعلنت السرايا المقاومة قتل وجرح عدد من جنود الاحتلال في هجوم مباغت على منزل تتمركز به قوة إسرائيلية شمال قطاع غزة.لكن الجيش الإسرائيلي لم يعلن سوى عن إصابة خمسة من جنوده في معارك الليلة قبل الماضية، مشيرا إلى أن قواته قتلت 15 مقاوما فلسطينيا في عمليات أثناء الليل، كما قصف طيرانه أربعين هدفا بينها أربعة أنفاق وما سماها مختبرات ومعامل ومخازن أسلحة. وقد تواصل إطلاق الصواريخ من قطاع غزة امس، حيث أعلنت عدة فصائل قصفها عدة أهداف وبلدات ومستوطنات إسرائيلية. وشهدت مدينة عسقلان أقوى علميات القصف، إذ أسفرت وفق المصادر الإسرائيلية عن جرح ثلاثة إسرائيليين إضافة إلى حالات هلع إثر سقوط ثلاثة صواريخ من طراز غراد على المدينة أصاب اثنان منها مبان. يذكر أن الاحتلال اعترف فقط بمقتل عشرة جنود وإصابة 107 منذ بدء عدوانهم يوم 27 ديسمبر الماضي. وقال الجيش الإسرائيلي: إن من بين القتلى ضابطا في لواء غولاني (وحدة النخبة بالجيش) وقد لقي مصرعه في اشتباك مع مقاومين شمال القطاع.