أكدت قيادة الجيش الوطني الشعبي أن "المؤسسة العسكرية انسحبت بشكل نهائي من الساحة السياسية ولا يمكنها التفاعل بإيجابية مع دعوات ومحاولات إقحامها في مسائل لا تعنيها وهي بعيدة كل البعد عن مهامها والتزاماتها الدستورية"، في إشارة واضحة إلى المبادرات التي تطرحها أطراف حزبية وشخصيات وطنية وتكتلات من المعارضة ترتكز على دور محوري للجيش من أجل تحقيق "الانتقال الديمقراطي " في الجزائر. ويأتي تأكيد قيادة الجيش بعد أيام عن تشديد نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد ڤايد صالح "أن الجيش الوطني الشعبي حريص كل الحرص على النأي بنفسه عن كافة الحسابات والحساسيات السياسية". وفهم هذا "التكرار" على أن وزارة الدفاع قررت إغلاق باب التأويلات نهائيا في ظل إصرار شخصيات وطنية كانت محسوبة على النظام ومنها رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش أن "استجابة الجيش لدعوات أقطاب المعارضة تظل ممكنة". ولوضع النقاط على الحروف أكدت أمس افتتاحية مجلة الجيش في عددها لشهر جويلية الجاري أنه "بعد ربع قرن من اعتماد التعددية الحزبية وانسحاب الجيش من الساحة السياسية نهائيا فقد تفرغ لبناء جيش عصري احترافي يؤدي مهامه الدستورية مع الحرص الكامل على الناي بنفسه عن كافة الحساسيات والحسابات السياسية". وتابعت المجلة التي تعتبر لسان حال المؤسسة العسكرية أن "القيام بهذه المهام بكل إخلاص يتطلب الالتزام بما يمليه الواجب والقانون بكل انضباط كما يستوجب الوعي بأن المحافظة على صورة ومكانة الجيش الوطني الشعبي وعدم إقحامه في مسائل لا تعنيه وهي بعيدة كل البعد عن مهامه والتزاماته يعتبر واجبا وطنيا تمليه المصلحة العليا للدولة وتفرضه دواعي ضمان مستقبلها وحماية حدودها وحفظ سيادتها الوطنية وتوفير أسباب أمنها وتدعيم دفاعها الوطني". وشدد المصدر على أن "قيادة الجيش الوطني الشعبي تؤمن أشد الإيمان بأن قواتنا المسلحة قد بلغت مستوى من النضج والتمرس المهني يجعل منها مرتكزا متينا لاستكمال مرحلة الاحترافية الكفيلة ببناء جيش عصري وقوي واهبا نفسه للجزائر وللجزائر وفقط". وتحدث المصدر عن محاور الاستراتجية الحالية لتطوير الدور الدفاعي للجيش في مواجهة جحافل الإرهاب واستتباب الأمن، خاصة على الجبهة الحدودية من خلال إبرام صفقات تسليح جديدة وفي هذا الاطار أوضحت مجلة الجيش "في خضم الاحتفالات المخلدة للذكرى 52 لاستعادة السيادة الوطنية يحتفل الجيش الوطني الشعبي باختتام السنة التدريبية الجارية بتخرج دفعات جديدة من مختلف المدارس العسكرية وذلك ضمن مسعى إصلاح التكوين وتطوير التدريب سواء على مستوى التحضير القتالي أو اقتناء تجهيزات ومعدات ذات تكنولوجيا عالية مما يسمح لقواتنا المسلحة بالارتقاء إلى مصاف الجيوش العصرية". وشددت على أن الجزائر "تبقى وستظل مركز اهتمام الجيش الوطني الشعبي وصلب تفكيره وجهوده وفاء منه للأمانة والمسؤولية الثقيلة الملقاة على عاتقه تجاه الشعب والوطن".