تذمر منسق حملات كسر الحصار عن غزة للمغرب العربي، أحمد إبراهيمي من الموقف الجزائري تجاه العدوان الجاري على غزة، واصفا إياه بالباهت وغير واضح المعالم، كما انتقد المتحدث في الحوار الذي جمعه ب«البلاد"، تصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال الرامية بأن الجزائر تعمل دور الوسيط في سرية تجاه ما يحصل بفلسطين، فأشار إبراهيمي إلى أن الدولة الجزائرية يجب أن تجاهر فورا بما تقوم به تجاه ما يحصل بغزة، "فنحن لا نخجل بمساندتنا لها ولسنا نقوم بعمل مخابراتي كي نعمل في سرية". وطالب المتحدث في سياق متصل الدولة الجزائرية بالضغط على مصر لفتح المعابر فورا، مشيرا إلى أن أغلب الدول العربية متخوفة من انتصار المقاومة الفلسطينية، نظرا إلى أن هذا الانتصار سيترجم حراكا في الأنظمة العربية. أولا، ما تعليقكم على ما يحصل في غزة من عدوان، خاصة أنه دخل أسبوعه الثالث الأمر الذي سجل كارثة إنسانية بالقطاع؟ ليس العدوان الذي دخل أسبوعه الثالث، وإنما ثبات المقاومة على مطالبها، وصمود أهلنا بغزة، فالمقاومة بكل رجالها هي التي تتحكم في زمام الأمور، رغم أن الظاهر قد يقول العكس، نظرا لأن الكيان الصهيوني يقتّل بوحشية وهمجية كعادته، ولا يراعي في قصفه لا المدنيين ولا أي شيء، المقاومة هي التي تشترط ومطالبها واضحة، فقد أرادت أن تلقن "إسرائيل" درسا، على أن ومطالبها العشرة، لذلك فكل مساعي الهدنة الدائمة باءت بالفشل، على اعتبار أن حماس تفاوض لتخرج رابحة ولن تقبل بإسقاط مطلب واحد من عريضتها التي تقدمت بها خلال الجلسات السابقة، لا على مستوى نزع السلاح، ولا من خلال فتح المعابر أو مطالب أخرى تدخل ضمن أبسط الحقوق للأهالي بغزة التي تعيش الأمرين، سواء في الحرب أو في الهدنة، فكيف نتحدث عن يوميات شعب يعيش دون كهرباء ومسجون بين معابر مغلقة عليه من كل الاتجاهات والعالم كله يتفرّج، عن أي إنسانية تتحدث أمريكا أو الدول الغربية في ظل حصار شعب بأكمله. ما قراءتكم للوقف العربي في ظل عدم ظهور أي من ملامح التدخل الدبلوماسي أو الإنساني تجاه هذا العدوان؟ الموقف العربي اصطف إلى مصف إسرائيل، موقف مخز ولا يعبر عن هوية الشعوب العربية ولا تطلعاتها، بما فيه موقف الجزائر الباهت الذي لا يمثل الشعب الجزائري، الذي يقف قلبا وقالبا مع إخوانه بقطاع غزة، لا أشك في أن المشاهد التي نتابعها عبر شاشات التلفاز والتي تنقل معاناة أهل غزة تحرك مشاعر وعروبة كل الشعوب، ولكن الأهم هو حراك الأنظمة التي تملك في يدها الكثير للضغط على الكيان الصهيوني إن لم نقل نسفه. لذلك خرج الجزائريون الجمعة الماضية إلى الشوارع، ليعبروا عن مآزرتهم لإخوانهم بالقطاع، ولبعث رسالة للنظام الجزائري ليستدرك موقفه وليراجع نفسه ويأخذ بعين الاعتبار المطالب الشعبية. لماذا في رأيك تراجع الدور العربي تجاه القضية الفلسطينية، بعدما كانت في أولويات مشاغل العرب في وقت سابق؟ إذا انتصرت المقاومة وحماس، فستعود روح الربيع العربي لتبعث من جديد، لتحكم بنهاية المنظومة العربية الراهنة، لذلك الكل حذر، والكل يبحث عن مصلحته من هذا العدوان، فالانتصار سيفشل كل المشاريع التي يخطط لها الحكام العرب، كما سيفشل مخطط التقسيم. ماذا تنتظرون من الوساطة الأمريكية المجسدة في مساعي كيري وباقي الدول التي "تدعي" بحثها الجاد لإيجاد حل لهذا العدوان؟ التحركات كلها تبحث في المصلحة الإسرائيلية، الكل يدقق في تفاصيل العدوان، بغض النظر عن جرائم الكيان، ويتهم المقاومة في الوقت ذاته. فالمقاومة حققت انتصارها الحقيقي بصمودها وبنظافة حربها ضد "إسرائيل"، لأنها لم تقتل المدنيين ولم تتورط في دماء غير الجنود، هذا الأمر الذي حرك العواصم الغربية التي كانت سببا في وجود إسرائيل، على غرار ألمانيا، فرنسا والنرويج وغيرها من الدول التي خرجت شعوبها إلى الشارع مطالبة برفع الحصار عن غزة وإيقاف العدوان على أهلها.