يتحدث الدكتور نافذ المدهون، أستاذ المرافعات بالجامعة الإسلامية والناطق باسم اللجنة الحكومية لتوثيق جرائم الحرب، في هذا الحوار الذي جمعنا به عن الوضع الإنساني بقطاع غزة، واصفا إياه بالكارثي في ظل غلق المعابر وعدم توفر أدنى شروط الحياة. كما تطرق الناشط الحقوقي للتفاعل المصري مع العدوان على غزة مؤكدا بأن الحكومة المصرية الحالية تميل إلى خدمة الكيان الصهيوني ضد أهل القطاع. - كيف تقيمون الوضع الإنساني بقطاع غزة، بعد مرور أكثر من أسبوع على انطلاق العدوان عليها؟ لا يمكن وصف الوضع بغيسر كلمة كارثي، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أهل غزة والقطاع يعيشون في فترة صعبة جدا، لا توجد أدنى شروط الحياة هنا، فإلى جانب القصف العشوائي المستمر الذي يقوم به الكيان الصهيوني دون توخي منازل المدنيين أو أماكن للعب الأطفال، تعاني مستشفيات غزة من نقض فادح في الأدوية، فمعظم الجرحى الذين يتم نقلهم للمستشفيات يستشهدون بسبب غياب الاسعافات الأولية والمواد اللازمة، لذلك يجب أن تتحرك الهيئات الدولية المدنية والإنسانية عاجلة لوقف الدمار الإنساني بالقطاع. ما يوجد في المستشفيان من مواد طبية لا يتكافأ مع حجم الدمار البشري الذي تعيشه غزة. - كيف يتم التعامل مع من تم إنذارهم بإخلاء بيوتهم أو الذين هدمت منازلهم جراء القصف؟ لدينا حوالي 30 ألف فلسطيني لاجئ، في المدارس الحكومية ومراكز الإيواء، لا يملكون أدنى شروط الحياة، رحلوا وشردوا ويعيشون في أيام القحط في ظل غلق المعابر وسد كل شرائيين الحياة التي من شأنها حلحلة الوضع الإنساني بغزة. كل هذه المشاكل نعاني منها إلى جانب انقطاع الماء والكهرباء المتواصل، هذا الأسلوب الذي انتهجه الكيان الصهيوني لقطع أي أمل للحياة للغزّيين. - ما هو تقييمكم لمواقف الدول العربية بشكل عام، والموقف الرسمي المصري بشكل خاص، باعتبار الحدود المشتركة التي تجمع مصر بالقطاع؟ الموقف المصري يخدم الاحتلال الصهيوني أكثر ما يخدم أهل غزة، نحن تفاجأنا بالميل الواضح للحكومة المصرية في سبيل خدمة إسرائيل، كنا نتمنى أن يكون معنا ولو بالقليل ولكننا خذلنا مرة أخرى، ولم نعد نعول على مصر بعدما كانت السند في وقت سابق، نحن ننتظر حركة من الشعوب العربية الحرة المساندة للقضية.. خاصة بعد المساعدات الأخيرة التي وصلت غزة والتي تم التأكيد بأنها فاسدة و البعض منها سام والمرجح أنها كانت مرمية في المخازن العسكرية. - يرى بعض الإعلاميين المصريين، أن حماس تهدد الأمن المصري، كيف ترون ذلك؟ لحماس عدو واحد واضح المعالم، وسلاحها موجه في اتجاه واحد نحو وهو الاحتلال الصهيوني، من المستحيل أن تكيد حماس المكائد مثلما بقال عليها للشعب المصري الشقيق، ثم إن أمن مصر من أمن أهل غزة، أو لسنا شعوب عربية واحدة؟ أولا تجمعنا حدود مشتركة بمصر، كيف يمكن استخدام ذريعة مثل هذه لتوريط حماس والمقاومة الفلسطينية في مثل هذه القضايا؟. - رفضت حركة "حماس"، والمقاومة الفلسطينية الهدنة التي توسطت لها مصر، لماذا تم هذا الرفض في الوقت الذي نرى فيه أطفال غزة يقتلون بأبشع الطرق؟ الهدنة التي جاءت بها مصر، تفرض كل الشروط الصهيونية دون مراعاة أي من مطالب الشعب الفلسطينية وأهل غزة، نحن لا نريد أكثر من فك الحصار عن غزة والتعامل مع الوضع بإنسانية، لذلك فحماس مستعدة للتفاوض مع أي بلد عربي يستخدم وساطته للهدنة، شريطة أن يتم مراعاة المطالب الفلسطينية.