وتستمر المجازر الإسرائيلية ضد المدنيين العزل في غزة .. طبعا ككل عدوان تنفذه آلة الدمار والاحتلال الإسرائيلي.. قتل بلا حدود وفرجة دولية وعالمية، وصمت مريب في الشرق والغرب، هذا الغرب الذي يتشدّق بحقوق الإنسان ويصرخ لتدمير "بوذا" أفغانستان ويبكي ترحيل "داعش" لمسيحيي الموصل، ويندد بالتضييق على حرية "أكل رمضان " في الجزائر هو نفسه الغرب الذي يلتزم الصمت إزاء المجازر الجماعية التي يرتكبها الصهاينة في الشجاعية ورفح وخزاعة وفي كل منطقة بغزة. الغرب الذي يلتزم الصمت إزاء مجازر الصهاينة هو نفسه الذي يطالب المقاومة بنزع السلاح خشية المضاعفات النفسية على مراهقي وفتيان المستوطنات، هو نفسه الذي يدعم الانقلاب على الشرعية لصالح لحماية إسرائيل في مصر ومن مصر، وهو نفسه الذي يلوم الغزاويين على حفر الأنفاق لاختلاس لقمة عيش وحماية أرضهم وعرضهم من طاعون العصر، وهو نفس الغرب الذي يتألم لموت قطة في فنلندا ويتأمل سحق آلاف الفلسطينيين في غزة دون أن تتحرك مشاعره "الرهيفة" .. الغرب ابتلع لسانه، وهو الآن غير قادر على التعليق أو التنديد أو الشجب .. شجب القتل والذي يتعرض له الأطفال في غزة ... هو نفس الغرب الذي يبارك الفوضى في العالم العربي باسم الثورات، ثم لا يجد غضاضة في مباركة الانقلاب على الشرعيات، هو نفسه الغرب الداعم للديكتاتوريات في العالم العربي، هو نفسه الداعم لتنمية الفوضى والخراب في كل بلد عربي. في المقابل تمارس الأنظمة العربية أو ما تبقى منها بعد خراب روما، نفس منطق الصمت، صمت عربي مهين، ومواقف أكثر إهانة لكل ما يرمز للعروبة، عروبة كانت تفزع لقتل ناقة وتشعل حربا بين بكر وتغلب تسيل فيها أنهار من الدماء ثأرا للكرامة، فأين رحلت هذه العروبة؟ البعض يقول إنها سافرت لأمريكا اللاتينية التي اعتبرت فيها كل من البرازيل والأرجنتين والشيلي المقاومة حقا وأدانت ما يقوم به الاحتلال الصهيوني في القطاع، بل أن جزر المالديف الفقيرة المسكينة برزت أكبر وأطول مما نتخيل وهي تعتبر ما تقوم به إسرائيل في غزة عملا إرهابيا، وعليه بدت تلك المواقف أقوى من أي عروبة نتشدق بها في عالم مكلوم بعروبته. وبين غرب مخادع صامت وعروبة مريضة بنسبها، تبقى المقاومة ويبقى صمود غزة من عوامل الدفع بالمزيد من الثبات. أما التعاطف الذي تحظى به في الشارع العربي فهو نيشان نصر يعلق على صدر كل مقاوم يرفع سلاح الكرامة من أجل صون الأمة التي تبحث عن صلاح جديد، ربما يكون هذه المرة سيل جارف من مشاعر الأمة التي تحيط هذه المقاومة بالتأييد.