قالت الحكومة الليبية إن أكثر من 20 شخصا قتلوا في المعارك بين الكتائب المسلحة الليبية المستمرة منذ ثلاثة أسابيع للسيطرة على مطار طرابلس الدولي. وهدأت حدة المعارك في العاصمة الليبية الأحد غير أن سحابة من الدخان الأسود خيمت فوق المدينة جراء استمرار اشتعال خزان للوقود جراء إصابته بصاروخ. وأخلت معظم الحكومات الغربية سفاراتها بعد اندلاع الاشتباكات في طرابس وفي مدينة بنغازي في شرق البلاد خوفا من انزلاق ليبيا من جديد إلى الحرب الأهلية بعد ثلاث سنوات على الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمعمر القذافي. وقال الحكومة الليبية في بيان إن المستشفيات في طرابلس استقبلت 22 جثة و72 جريحا. وأشارت الحكومة في بيانها إلى أنها "تتابع بشكل مستمر ومكثف جهود الوساطة التي تبذلها اللجان المكلفة والوسطاء من أجل إيقاف هذه الاعتداءات والعمل على إعادة الحياة الطبيعية إلى مدينة طرابلس"، مضيفة أن "هنالك عقبات تواجه هذه الجهود نتيجة لتعنت المجموعات المعتدية على المدينة". وتهاجم الكتائب المتطرفة المتحالفة مع مدينة مصراتة الغربية الساحلية المطار بالصواريخ ونيران المدفعية لإخراج منافسيهم من مدينة الزنتان الجبلية الذين سيطروا على المطار منذ سقوط نظام القذافي في مدينة طرابلس عام 2011. وحارب مقاتلو مصراتة والزنتان جنبا إلى جنب في الماضي للإطاحة بالقذافي ولكن بعد ثلاث سنوات ما زالوا يرفضون تسليم سلاحهم إلى الدولة وخاضوا نزاعات مسلحة مع الكتائب الأخرى من اجل السيطرة على ليبيا. وفي بنغازي تحالف مقاتلون وثوار سابقون لمحاربة القوات الحكومية واحتلوا قاعدة عسكرية للقوات الخاصة في الأسبوع الماضي وطردوا الجيش إلى خارج حدود المدينة. وعجزت الحكومة المركزية والجيش ذوي الإمكانات المحدودة عن السيطرة على الكتائب المسلحة وهم كتائب مسلحة شبه رسمية تدفع لهم وزارات الدولة وتسيطر على مخازن هائلة من الصواريخ والدبابات والأسلحة من عهد القذافي. من ناحية أخرى، تستعد سفينة حربية بريطانية لإجلاء البريطانيين من ليبيا وسط تصاعد العنف في البلاد. وقال مصدر حكومي إن سفينة "إنتربرايز" الحربية في طريقها الآن إلى العاصمة الليبية طرابلس. وكانت وزارة الخارجية البريطانية قد نصحت البريطانيين سابقا بمغادرة ليبيا فورا، وأعلنت إغلاق سفارتها في العاصمة الليبية مؤقتا. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن الحكومة تساعد في "توفير المغادرة المدعومة لعدد من المواطنين البريطانيين". وتعصف بليبيا الاضطرابات وصراع على السلطة بين الجماعات المتنافسة منذ الإطاحة بالقذافي. وقد امتد القتال بين اثنتين من الميليشيات المتصارعة إلى الشمال في العاصمة خلال الأيام الأخيرة. وإحداها أنشأها البرلمان المنتهية ولايته بينما تسيطر وزارة الدفاع على الأخرى. وخلال الأسبوعين الماضيين، قتل أكثر من 200 في طرابلس ومدينة بنغازي، في شرق البلاد.