بدأت، زوال أمس، المواجهة الدولية بين الثوار المدعومين من ''الحلفاء''، وبين كتائب معمر القذافي باستهداف مركبة حربية تابعة للعقيد، واللافت للانتباه أن مئات الأشخاص تجمعوا، أمس، أمام قلعة العزيزية، حيث يتحصن القذافي، حماية له من قصف جوي. وفي بنغازي، تصدى الثوار لهجوم شنته قوات موالية لنظام القذافي التي دخلت الأحياء الغربية وبدأت قصفا عشوائيا، بينما ردت دفاعات جوية تابعة للثوار بقصف مماثل. وفي غضون ذلك، قال شهود عيان إن طائرة مقاتلة سقطت، أمس السبت، فوق مدينة بنغازي، ونقلت رويترز عن مراسلها قوله ''رأيت الطائرة تحوم وتخرج من بين الغيوم باتجاه هدف على ما يبدو ثم أصيبت وسقطت محترقة وتصاعد دخان أسود كثيف''، وأضاف ''يبدو أنها كانت تهاجم الثكنات العسكرية في بنغازي''. وناشد مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، المجتمع الدولي التدخل سريعا لإنقاذ بنغازي، منبها إلى أن التأخير في التصدي للكتائب الأمنية سيفسح لها المجال للتقدم شرقا. وفي سياق متصل، أفادت وكالة رويترز أن مئات السيارات المكتظة بالمدنيين خرجت من بنغازي، أمس، متوجهة إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار في شرق ليبيا بعدما قصفت قوات القذافي المدينة. وبموازاة ذلك، نفى وزير الداخلية المستقيل، اللواء عبد الفتاح يونس، لقناة ''العربية''، ما أعلنه التلفزيون الليبي أمس حول انشقاقه عن الثوار في بنغازي، مؤكداً أنه معهم في الصفوف الأمامية للتصدي لميليشيات القذافي، كما أكد تعرضه لمحاولتي اغتيال بعد انشقاقه عن نظام القذافي. وفي مصراتة، قال ناطق باسم الثوار لوكالة الأنباء الفرنسية إن ''قوات القذافي توغلت داخل المدينة قبل أن يرغمها المقاتلون على الانسحاب بعد معارك أوقعت27 قتيلا، بينهم 11 مدنيا''. وفي الزنتان، أكد عادل الزنتاني، متحدث باسم الثوار ل''الخبر''، أنه ''تم استهداف السكان بصواريخ غراد بالمنطقة الشمالية المطلة على سهل الجفارة ومنطقة الجبال الواقعة بين الرجبان والزنتان، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص وجرح آخرين، وكذلك اشتعال النيران في أشجار النخيل الواقعة بعين الشرشارة''. وفي سبها وسرت، خرج أنصار القذافي للشوارع وانتشر بعضهم في أرضية المطارات للتعبير عن مساندة القذافي. أما بالعاصمة طرابلس، فقد تجمهر المئات من أنصار العقيد حاملين أسلحة وشعارات، فيما اقتحم عدد منهم أمس، مقر السفارة اللبنانية وحطموا محتوياتها. وجدد وزير خارجية القذافي، موسى كوسا، أمس السبت، القول أن بلاده ملتزمة تماما بما أعلنت أول أمس عن وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية التي تقودها ضد ما وصفها ب''العصابات المسلحة'' في المنطقة الشرقية.