علمت "البلاد" من مصدر عليم، أن وفدا أمنيا رفيع المستوى تنقل أمس للعاصمة الليبية طرابلس لبحث سبل تقديم الدعم للحكومة الليبية في الجانب الأمني خاصة على الحدود تنسيق الجهود لتسليم إرهابيين ومطلوبين لدى الجهات الأمنية والقضائية في الجزائر. و في الغضون تحدثت وسائل إعلامية تونسية وليبية عن تقديم اللواء الليبي خليفة حفتر، لقائمة بأسماء وصور لإرهابيين تونسيين وجزائريين وماليين، تحتجزهم قواته، استجابة لطلب تقدمت به السلطات التونسيةوالجزائرية. وأشار مصدر "البلاد" إلى أن الوفد الجزائري سيلتقي عددا من جنرالات ومسؤولي الجيش والمخابرات في ليبيا، لبحث مخطط أمني يجري إعداده على الأرض من خلال تنسيق المواقف الأمنية والعسكرية حول الوضع شديد الاضطراب بفعل استمرار الاقتتال بين الميليشيات المسلحة على نقاط التماس بين الحدود المغلقة منذ 19 ماي الماضي. وحسب مصدر عليم، فإن الاجتماع تقرر منذ مدة في إطار تنسيق جزائري ليبي في سياق استحداث اللجنة الأمنية المشتركة لدول الجوار التي ترأسها الجزائر. وكشف نفس المصدر عن أن الاجتماع بين مسؤولين في الأمن والجيش من الدولتين أملته التطورات المتسارعة في المشهد الليبي، خاصة التصعيد بين الفصائل المسلحة في عدة محافظات ومناطق قريبة من الشريط الحدودي، كما يأتي لتنسيق المواقف بصفة ثنائية بين كبار قادة الجيشين والمسؤولين السياسيين في البلدين قبل لقاء مرتقب لمبادرة دول الجوار الليبي في القاهرة خلال الشهر الجاري. ويستهدف اللقاء الأمني رفيع المستوى بحث إمكانية تدريب كوادر ليبية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتدارس قضية تسليم إرهابيين جزائريين من تنظيم القاعدة تحتجزهم فصائل مسلحة. وفي سياق متصل بالوضع الأمني نقل موقع "ارم" الإماراتي أمس عن مصدر أمني تونسي أنّ المصالح الأمنية في تونسوالجزائر تسلمت قائمة من 20 إرهابيا، يجري العمل على تسليمهم في أقرب وقت. وأوضحت من جهتها وكالة الأنباء التونسية نقلا عن مصدر أمني أن تونسوالجزائر تقدمتا بطلب إلى اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الذي تقود قواته حربا ضد الجماعات الإرهابية والتنظيمات المسلحة لتطهير ليبيا من الإرهاب وفق قوله، لتسليم إرهابيين جزائريين وتونسيين وماليين، يجري البحث عنهم في البلدين منذ مدة، اعتقلتهم قوات الجيش الليبي خلال مختلف المواجهات مع الجماعات المسلحة والمتطرفة، وكشف المتحدث أنّ من بين المقبوض عليهم قيادات كبيرة في تونسوالجزائر، رفض البوح بأسمائهم. وأشار المصدر إلى أنّ القوات الليبية استجابت لطلب السلطات الأمنية التونسيةوالجزائرية، ويجري التفاهم بشأن تسليمهم في أقرب وقت، مبرزا أنّ هؤلاء الإرهابيين المعتقلين بعضهم معروف لدى السلطات في تونسوالجزائر، غير أن آخرين مجهولي الهوية، يرجّح أنهم كانوا ينشطون ضمن تنظيم الخلافة الإسلامية في العراق والشام، وشدد المتحدث أن تسليم هؤلاء الإرهابيين المعتقلين لدى قوات حفتر، إلى السلطات الأمنية في تونسوالجزائر، من شأنه أن يساعد على معرفة ما يدور لدى القيادات الإرهابية في ليبيا من مخططات إرهابية تستهدف البلدين، وأيضا الحصول على معلومات مفيدة بخصوص عدد العناصر الإرهابية المتحركة في ليبيا، ونوعية الأسلحة التي تمتلكها هذه الجماعات، ومصدر تمويلها، وبذلك اتخاذ كل الاحتياطات الأمنية الضرورية لمواجهة تهديداتهم.