كشف مصادر موثوقة على دراية بقطاع السكن بسكيكدة أن مشاريع ضخمة من المنتظر إطلاقها في المستقبل القريب لإنجاز أقطاب عمرانية بمنطقة فلفلة ومنطقة لماجن ببلدية الحدائق على مساحة تقدر ب 200 هكتار. وأشارت مصادرنا إلى أن الدراسة الخاصة بالجيوب العمرانية التي تقام عليها هذه المشاريع توشك على الانتهاء ومن المنتظر أن تستقطب كل واحدة منها 12 ألف نسمة لكل المرافق الضرورية مدارس، مستشفيات، فضاءات تجارية وتهدف هذه المشاريع إلى فك الخناق عن المدينة التي تشهد اكتظاظا وحالة تشبع في البنية الداخلية للنسيج العمراني. وهي المشكلة التي دفعت مصالح السكن والعمران بالتنسيق والتشاور مع السلطات الولائية إلى إجراء دراسات من أجل خلق العقار القابل للتعمير، وهي العملية التي خلصت إلى إيجاد جيوب وأوعية عقارية جديدة وعلى أساسها تم اقتراح إنجاز المشاريع المذكورة والعملية متواصلة عبر مختلف البلديات لخلق مناطق تكون جاهزة لإستقطاب المشاريع. وفي هذا الصدد شكلت لجنة ولائية مختصة لهذا الغرض مهمتها إعادة تصنيف المناطق بهدف القضاء على مشكلة العقار الذي تعاني منه الولاية وإلى غاية الآن تضم الحقيبة العقارية التي تمخضت عن عمل اللجنة ما يقارب 600 هكتار. هذا وأشار مصدرنا إلى أن المنطقة الغربية للولاية تعاني نقصا فادحا في العقار نظرا لطبيعة المنطقة التي هي عبارة عن غابات، الأمر الذي يتطلب القيام ببعض الإجراءات مع الجهات الوصية لإعادة تصنيف هذه المناطق وتحويلها إلى أراضي صالحة للبناء، وبالرغم من أن ولاية سكيكدة تعتبر من أهم الولايات على المستوى الوطني من الناحية العمرانية وشساعة المساحة غير أنها تتميز بكثير من العوائق أبرزها صعوبة الأرضية من الجانب الفيزيولوجي نظرا لتواجد أغلب الأراضي في منحدرات، فضلا عن هشاشتها وتتطلب إجراء دراسات مسبقة لا سيما من الناحية الجيوتقنية على اعتبار أنها تفتقد الصلابة. إلى جانب هذا ذكر المتحدث أن المدينة تتواجد بها حظيرة سكنية قديمة فأغلب البنايات مهددة بالانهيار خاصة على مستوى وسط المدينة كما تشهد انتشار ملفت للبناء الفوضوي، حيث تسجل سكيكدة نسبة كبيرة على المستوى الوطني بإحصاء 27 ألف بناية فوضوية في سنة 2007 والرقم في تزايد مستمر. وقال إن مصالحه قامت بإعادة تفعيل لجان وخلايا التفتيش والمراقبة على مستوى الدوائر والبلديات لوضع حد لهذه الظاهرة التي شوهت المنظر العام للمدن وذلك بالاستعانة بالوكالة الوطنية للفضاء عن طريق الأقمار الصناعية لتحديد مواقع انتشار هذا النوع من البناء. وفي سياق ذي صلة كشف مدير التعمير والبناء أن ولاية سكيكدة خصصت قرابة 17200 مسكن للقضاء على البنايات الهشة بكل من أحياء بوعباز الزفزاف، الماتش والسكنات العتيقة بوسط المدينة حيث تعيش العائلات ظروفا معيشية مزرية والمشاريع الجاري إنجازها في البرنامج الذي سطرته الولاية من شأنه إنهاء معاناة العائلات القاطنة بهذه السكنات خاصة وأن سكيكدة لم تشهد من قبل أية برامج لهذا النوع من السكن، كما أكد المسؤول ذاته أن سكيكدة تشهد تأخرا كبيرا في مجال التحسين الحضري بأغلب أحياء المدينة وكذا ببلديات الجهة الغربية والشرقية وأول ما قام به عند تنصيبه هو تشخيص أسباب تأخر المشاريع المبرمجة في هذا المجال وهذا من أجل إيجاد الحلول واستدراك العجز والتأخر، وفي هذا الإطار أشار إلى أنه وإلى غاية الآن تمكننا من انهاء الدراسة ل 14 مشروعا خاصة بالتحسين الحضري بالإضافة الى انتهاء الدراسة بحوالي 20 موقعا على مستوى الولاية، هذا الى جانب مخططات شغل الأراضي التي توجد قيد الإنجاز والخاصة بمناطق الزفزاف بير فرينة بعزابة، تمالوس، عين شرشار، بوعباز.