دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الرئيس الفلسطيني محمود عباس لحوارها بشكل مباشر، واعتبرت أن تصريحاته التي تتهمها بتشكيل "حكومة ظل" لا أساس لها من الصحة وتعتمد على معلومات مغلوطة. وبيّن المتحدث الرسمي باسم حماس سامي أبو زهري -في بيان له أمس- أن تصريحات عباس ضد الحركة عبر الإعلام غير "مبررة"، داعيا الرئيس الفلسطيني للتوقف عن الحوار عبر الإعلام، وإعطاء الفرصة للحوار والتفاهم بين حركة حماس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح". وأوضح أبو زهري أن حركتي فتح وحماس اتفقتا على عقد لقاء قريب بين الطرفين لاستكمال الحوار وبحث تنفيذ بقية بنود المصالحة. وكان الرئيس الفلسطيني قد جدد اتهامه لحركة حماس بتشكيل "حكومة ظل مكونة من 27 وكيل وزارة، وأنها هي من تقود البلاد، غزة، وحكومة الوفاق الوطني لا تستطيع أن تفعل شيئا على أرض الواقع". وذكر عباس في لقائه مع الإعلاميين والمثقفين المصريين مساء أول أمس السبت في القاهرة أنه يجب أن تكون هناك سلطة واحدة ونظام واحد. وبيّن أن السلطة الفلسطينية لن تقبل "أن يستمر الوضع مع حركة حماس كما هو الآن وبهذا الشكل". كما لفت عباس خلال حديثه عن إجمالي خسائر قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير إلى أن عدد الشهداء الذين ينتمون إلى حركة حماس بلغ خمسين شهيدا فقط، بينما بلغ عدد الذين استشهدوا من حركة فتح 861 شهيدا. وتسود حالة من التوتر في العلاقات بين حركتي حماس وفتح التي تدير السلطة الوطنية الفلسطينية منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على غزة الذي دام 51 يوما. وتتهم حركة حماس إطارات من حركة فتح -التي يتزعمها الرئيس عباس- بالسعي إلى تشويهها وشيطنة منهجها، وتشويه ما وصفته ب"الانتصار الكبير" على إسرائيل. وفي المقابل، اتهم ناطقون باسم حركة فتح في تصريحات وبيانات صحفية حركة حماس في غزة بإقامة حكومة "ظل" كبديل عن حكومة التوافق الوطني. من ناحية أخرى، عرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، أمام وزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة خطته السياسية لتسوية الصراع مع إسرائيل، والتي يسعى من خلالها للحصول على دعم عربي في الأممالمتحدة في ظل عدم قبول الطرف الأمريكي بها. وتمت بلورة هذه الخطة في شكلها النهائي خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتوسيع العمليات العسكرية في الضفة الغربية. ويتضمن المشروع السياسي -الذي اقترحه عباس لإنهاء الصراع العربي الإسرائيلي- كثيرا من النقاط، منها الشروع في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي تستغرق تسعة أشهر.