قال الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في افتتاح الاجتماع الوزاري الطارئ للجامعة العربية بالقاهرة، أمس، أن الانطباع بأن جيش اسرئيل لا يقهر ولى زمنه ولن يعود، من جهته ، دعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل إلى اجتماع مصالحة فلسطيني فوري، مؤكدا أن العرب لن يستطيعوا "مد يد العون" لهم ما لم يتحدوا، ومحذرا من أن الانقسام سيجلب لإسرائيل "انتصارا وراء انتصار". وقال الفيصل الذي ترأس الاجتماع, في كلمته الافتتاحية "أقول للأشقاء الفلسطينيين إن أمتكم العربية لا تستطيع أن تمد لكم يد العون الحقيقية ما لم يمد الواحد منكم يده للآخر". وأضاف "آن الأوان لكي تلتقي كل الفصائل الفلسطينية في اجتماع حاسم ينتهي إلى حكومة وحدة وطنية". وأكد وزير الخارجية أن "بقاء الانقسام سيقدم للعدو الإسرائيلي انتصارا بعد انتصار، وستمنع الأمة العربية من الحركة الفعالة"، واعتبر أن "هذه المأساة الرهيبة ما كانت لتقع لو كان الشعب الفلسطيني خلف قيادة واحدة ينطق بصوت واحد". وختم قائلا: "أدعو الإخوة الفلسطينيين إلى الوحدة، وبهذا وحده يتحقق الحلم الفلسطيني في الاستقلال والحرية والكرامة". من جهته، انتقد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الهجمات الإسرائيلية على غزة، مؤكدا أن "الانطباع بأن "جيش إسرائيل لا يقهر ولى زمنه ولن يعود"، وإن الجيش الإسرائيلي يقصف أهدافا مدنية، ولو واجه جيوشا عربية لانهزم". وقال موسى إن "المشكلة الأساسية هي الاحتلال والحصار الإسرائيلي والباقي نتائج للاحتلال والحصار". ودعا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس إلى التوجه لمجلس الأمن والمطالبة بإصدار قرار منه من أجل وقف العدوان الذي بدأه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منذ يوم السبت الماضي. ووعد موسى الرئيس الفلسطيني بدعم عربي قائلا "توجه إلى مجلس الأمن يا سيادة الرئيس ونحن كلنا معك، بل خلفك"، وأضاف أن الجهد العربي يجب أن ينصب على الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي. وأكد موسى –خلال افتتاح مجلس وزراء خارجية الدول العربية الذي يعقد الآن في القاهرة- أن أي سياسة يتفق عليها العرب يجب أن تأخذ في عين الاعتبار أن هذا العدوان الإسرائيلي هو حرب على أهل غزة جميعا، وليس على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كما يدعي قادة الاحتلال، وطالب بعقد اجتماع للدول الموقعة على اتفاقية جنيف والضغط من أجل إرغام إسرائيل على حماية المدنيين. وأوضح عمرو موسى أن إسرائيل استفادت من ضياع الدور العربي وضعف الموقف العربي وانقسام الصف الفلسطيني، وأن "ما نشهده الآن في غزة يساهم فيه الصراع الداخلي بشأن الانتخابات الإسرائيلية القادمة، ولو كانت أهداف إقليمية أخرى سهلة لإسرائيل ولو كان الموقف الدولي مشجعا لوجهت النيران حولها". وعقد وزراء خارجية بلدان اتحاد المغرب العربي الخمسة أول أمس اجتماعا تشاوريا في العاصمة الليبية طرابلس، واتفقوا على ضرورة وقف العدوان الإسرائيلي على غزة ودعم سكان القطاع بكل الوسائل. وفي تعليق له على الاجتماع الوزاري العربي قال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري إن ما صدر عن الاجتماع لحد الآن هزيل، معتبرا أن الدعوة إلى إحالة القضية على مجلس الأمن يعني أن الدول العربية ترفع يدها عن القضية، كما أن هذا الأمر يعطي "الفرصة لإسرائيل من أجل الإجهاز على ما تبقى من غزة". وأشار أبو زهري إلى أن الاجتماع لم يشر إلى الحصار المفروض على غزة، مطالبا المسؤولين العرب باتخاذ خطوات عملية للضغط على الاحتلال لوقف عدوانه على غزة. وبخصوص الانقسام الفلسطيني، قال أبو زهري إن المسؤول عن عدم تحقيق المصالحة الفلسطنية هو "النظام الرسمي العربي"، و"عدم التوازن" في موقف الراعي الرسمي للحوار الفلسطيني الداخلي.