سجلت أسعار القمح مستويات قياسية جديدة بعدما حققت خلال الشهر الماضي أكبر معدل ارتفاع شهري منذ أكثر من نصف قرن، فيما خفضت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة ''الفاو'' توقعاتها للإنتاج العالمي للقمح للسنة الجارية بحوالي 25 مليون طن. وعلى هذا الأساس، قالت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة، إن الانخفاض الأخير لتوقعات إنتاج العالم من القمح لهذا العام من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار القمح مقارنة بالموسم السابق على اعتبار تسجيل 651 مليون طن مقابل 676 مليون طن شهر جوان الماضي، وأشارت في تقرير لها إلى أن أسعار القمح العالمية سترتفع بأكثر من 50 بالمائة. وأرجعت المنظمة انخفاض مستويات الإنتاج إلى الظواهر المناخية التي مست العديد من الدول التي تعتبر من بين أكبر الأقطاب المنتجة لهذه المادة في إشارة إلى استمرار الجفاف الذي يصيب المحاصيل في روسيا الاتحادية فضلا عن موجة الحرائق المدمرة، وهي الظواهر التي تتزامن مع توقعات بانخفاض الإنتاج في كزاخستان وأوكرانيا، مسببة مخاوف قوية بشأن وفرة المعروض العالمي من محصول القمح لموسم التسويق خلال الفترة 2010-.2011 من ناحية أخرى، ذكرت منظمة ''الفاو'' أن الاضطراب الذي تزايد في أسواق القمح العالمية في الأسابيع الماضية دليل على زيادة الاعتماد على منطقة البحر الأسود كمورد لأسواق القمح العالمية، وهي الأقاليم التي تتسم بالتقلب في المحاصيل، بالإضافة إلى الهبوط المتوقع في إنتاج كندا، بوصفها منتجا رئيسيا ومصدّرا كبيراً للقمح إلى السوق العالمية. للإشارة، فإن الديوان الوطني لمهنيي الحبوب كان أكد أن الإنتاج الوطني فاق61 مليون قنطار من الحبوب خلال العام الماضي ما يجعل الجزائر للسنة الثانية على التوالي في غنى عن استيرادها، وهو الأمر الذي سيوفر أموالا كبيرة للخزينة العمومية كانت ستخسرها جراء هذه الاضطرابات في السوق العالمي للقمح.