قيادة جديدة لجماعة "أحرار الشام" بعد مقتل 50 من قادتها يستعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإعطاء الضوء الأخضر لتوجيه ضربات جوية في سوريا ضمن استراتيجية محاربة تنظيم "داعش"، بحسب صحيفتين أميركيتين. وأوضحت "نيويورك تايمز" و"واشطن بوست" أن أوباما مستعد لتوسيع حملة الضربات الجوية إلى سوريا بعد بدئها في العراق ضد تنظيم "داعش" الذي يسيطر على مساحات شاسعة في البلدين. ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤول حكومي رفيع تأكيده ذلك في حين نسبته الصحيفة الأخرى إلى خبراء في السياسة الخارجية أجرى الرئيس الأميركي مشاورات معهم هذا الأسبوع. ومن المفترض أن يعلن أوباما هذه الاستراتيجية في خطاب إلى الأمة في البيت الأبيض. ونقلت "واشنطن بوست" عن ميشال فلورنوي المساعدة السابقة لوزير الدفاع قولها إن أوباما مصمم على محاربة "داعش" في كل مكان لهم فيه أهداف استراتيجية. وفلورنوي كانت ضمن الخبراء الذين التقاهم الرئيس الأمريكي على العشاء قبل يومين. وأضافت أن "داعش لا يحترم الحدود الدولية لا يمكننا أن نترك لهم أي ملاذ آمن.. أتوقع من الرئيس أن يكون واضحاً جداً". وذكرت "نيويورك تايمز" أن أوباما ينوي "البدء بحملة طويلة المدى أكثر تعقيداً بكثير من الضربات المحددة الأهداف ضد القاعدة في اليمن أو باكستان أو غيرهما". وفي الأثناء، وصل الموفد الدولي الجديد إلى سوريا ستيفان دي ميستورا إلى دمشق الثلاثاء ليلتقي مسؤولين من الحكومة والمعارضة بالداخل قبل أن يقوم بجولة في المنطقة. ووصل دي ميستورا برفقة مساعده المصري رمزي عز الدين، وذلك في أول زيارة له إلى دمشق منذ تولى منصبه في جويلية الماضي خلفا للجزائري الأخضر الإبراهيمي، الذي استقال في ماي الماضي بعدما عجز خلال عامين تقريبا من الجهد عن تحقيق اختراق في الأزمة السورية. وقال مصدر من الأممالمتحدة في دمشق لوكالة الأنباء الألمانية إن دي ميستورا الذي وصل إلى المكاتب المحلية للأمم المتحدة في فندق شيراتون بدمشق وسط إجراءات أمنية مشددة التقى بفيصل المقداد نائب وزير الخارجية السوري بعد وقت قصير من وصوله. وتابع المصدر أن من المتوقع أن يلتقي دي ميستورا بكبار المسؤولين السوريين، كما سيحضر اجتماعا مع أعضاء من المعارضة المتصالحة مع النظام، التي تتخذ من دمشق مقرا رسميا لها. ومن المتوقع أن يلتقي دي ميستورا بالرئيس السوري بشار الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام، كما يلتقي الخميس وفدا من هيئة التنسيق لمعارضة الداخل برئاسة حسن عبد العظيم، ويوم الجمعة المقبل مع "هيئة العمل الوطني الديمقراطي"، وسط أنباء عن لقاءات أخرى. من ناحية أخرى، أعلنت حركة "أحرار الشام"، إحدى أكبر المجموعات المقاتلة في المعارضة السورية، أمس، تعيين قيادة جديدة لها بعد مقتل معظم قادتها العسكريين والسياسيين في انفجار ضخم في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا الثلاثاء. وقتل في الانفجار الذي لم تعرف طبيعته بعد القائد العام للحركة حسان عبود المعروف بأبي عبد الله الحموي، والقائد العسكري للحركة المعروف بأبي طلحة، والمسؤول الشرعي المعروف بأبي عبد الملك وغيرهم. وكان حوالي 50 قيادياً مجتمعين في مقر في قبو أحد المنازل في بلدة رام حمدان في ريف إدلب عندما استهدفهم الانفجار. وأعلنت الحركة أمس، في شريط فيديو نشر على موقع "يوتيوب" على الإنترنت "أن الأخ الشيخ المهندس أبا جابر هو الأمير والقائد العام للحركة وأن الأخ أبا صالح طحان هو القائد العسكري العام". وأكدت الحركة أن "هذا الحدث الجلل لن يزيد الحركة إلا إصراراً على المضي في طريق تحرير أمتنا من طواغيت الداخل وتجبر وارتهان الخارج".