الوزارة تُوفد "مدققا" لشركة الخطوط الجوية الجزائرية لتشخيص كل المشاكل أكد وزير النقل عمر غول على أن المفتشية العامة لوزارة النقل أوفدت "مدققا" على مستوى شركة الخطوط الجوية الجزائرية لمباشرة التحقيق والكشف عن كل العراقيل والأسباب التي أدت إلى تعطيل تطور الشركة على جميع المستويات، كما سيسمح هذا "التشخيص العميق" داخل الشركة بإعداد برنامج مستعجل يهدف إلى تأهيل الشركة ودفع وتيرة تطويرها والقضاء نهائيا على كل خلل أو تسيّب فيها، وأعلن غول عن أن تقرير المدقق سيُوضع على مستوى طاولة الوزير الأول لمتابعة الملف عن كثب. وأجاب غول أمس في منتدى يومية "ليبرتي"، على كل الأسئلة المطروحة بخصوص شركة الخطوط الجوية الجزائرية، مؤكدا بأن مدققا أوفدته المفتشية العامة لوزارة النقل للشركة يضم خبراء وأعضاء ومستشارين من أجل بحث وتشخيص المشاكل التي تواجهها والتكفل بكل الجوانب فيما يتعلق بالتسيير أو المناجمنت وتأطير الموارد البشرية فيما يخص التوظيف والتكوين والصيانة وإبرام الاتفاقيات ومسايرة مختلف الأحداث، وأضاف غول بأن هذا المدقق "سوف يضع يده على كل ما يعطّل ويعرقل تطور الشركة، ثم وضع برنامج استعجالي للخطوط الجوية الجزائرية لايجاد حلول جذرية لكل المشاكل كبيرة أو صغيرة"، حيث أبرز غول في هذا الشأن بأن الهدف الأساسي هو القضاء على كل خلل وسيكون التعامل مع هذه الأمور بصرامة، وأشار إلى أن الشركة يُمكن أن تضع هي الأخرى مدققا داخليا. في هذا الجانب، أوضح غول أن شركة الخطوط الجوية الجزائرية خصصت لها خلال الجلسات الوطنية للنقل المنعقدة نهاية شهري ديسمبر من السنة الماضية، ورشة كاملة، لتشخيص وضعيتها وتحديد النقائص والمشاكل لإيجاد حلول لها وتأهيلها، وأضاف غول بلهجة شديدة أنه "ضد أي شركة أخرى تحاول تشويه أو ضرب هذه الشركة الوطنية"، داعيا إلى "وقف التهويل الممارس على الشركة" في كل مرة تحدث فيها أعطاب قال غول إنها "تحدث الآلاف منها يوميا على مستوى شركات عالمية كبرى". وفي سياق متصل، قطع غول الطريق أمام دعاة فتح المجال الجوي للمنافسة في الوقت الراهن على الأقل، وذلك بردّه على سؤال في هذا الصدد يؤكد فيه أنه "الجزائر مجبرة في يوم من الأيام على فتح مجالها الجوي للمنافسة"، لكن حسب غول فإن ذلك "لن يكون إلا بعد توفير كل الشروط"، وقال غول في هذا الشأن "المسألة الآن أننا لسنا ضدّ هذا الملف، لكن المشكل في توفير الشروط"، "وهي غير متوفرة حاليا لدى الشركات الوطنية "الخطوط الجوية الجزائرية و"طاسيلي"، حسب غول الذي أوضح أن "دخول شركات طيران عملاقة للجزائر سوف يدمّر الشركتين إذا لم يتم تأهيلهما، ليصمدوا أمام هذه الشركات، وهو ما يستدعي تقويتهما"، كما شدد غول على أن المسألة مرتبطة أيضا بمراعاة المصالح العليا للجزائر، وفتح المجال الجوي يكون تدريجيا على مراحل من خلال دفاتر شروط، وفي هذه المسألة، كشف الوزير أن شركات الطيران الأجنبية التي تسعى اليوم للحصول على امتيازات الجزائر في المجال الجوي، "ستقوم الجزائر بتحديد أولوياتها حسب احتياجاتها، على غرار تغطية النقص في مجال نقل البضائع". من جهة أخرى، كشف وزير النقل عن أن الجزائر قامت بدورها على أحسن وجه فيما يتعلق بحادثة سقوط طائرة إسبانية مستأجرة من طرف الخطوط الجوية الجزائريةبمالي نهاية شهر جويلية، وذلك باعتبارها عضوا في لجنة التحقيق التي تترأسها دولة مالي والتي تضم أيضا كل من فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدةالأمريكية، وذكر أيضا أن نتائج التحقيق حول أسباب الحادث ستُعلن يوم 20 سبتمبر مثلما أعلن عنه رئيس لجنة التحقيق لدولة مالي، مع العلم أنه بعد الحادث تم استرجاع العلبة السوداء للطائرة التي تضم معلومات تقنية عن الطائرة، في حين أن علبة مسجل معطيات الطيران أي الاتصالات تضررت عن آخرها رغم كل محاولات الخبراء لاسترجاع المعلومات التي تحتويها.