خلاف بين أوباما والبنتاغون حول أسلوب محاربة "داعش" تبنى مجلس الشيوخ الأمريكي، اقتراح قانون يتضمن تقديم مكافأة بقيمة عشرة ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى اعتقال المسؤولين عن خطف وقتل الصحافيين الأمريكيين جيمس فولي وستيفن سوتلوف. والقانون سيحرك فور تبنيه في مجلس النواب برنامجاً لوزارة العدل يكافئ مخبرين في مكافحة الإرهاب لكي يتم استهداف كل مشارك في احتجاز وتصفية الرجلين، و"برنامج المكافآت من أجل العدالة"، الذي أنفق نحو 125 مليون دولار لأكثر من80 شخصاً منذ وضعه في 1984. وأعلن السيناتور الجمهوري ماركو روبيو المشارك في وضع هذا القانون أن "طريقة تخليد ذكرى جيمس فولي وستيفن سوتلوف تكمن في محاكمة القتلة الأشرار". والمكافآت، وقيمتها خمسة ملايين دولار كحد أقصى في كل حالة، ستوزع مقابل معلومات تؤدي إلى إلقاء القبض أو الإدانة في أي بلد كان. وأعلن جهاديو تنظيم "داعش" مسؤوليتهم عن قتل الصحافيين بقطع رأسيهما في عمليتين تم تصويرهما وبثهما على الإنترنت في نهاية أوت وبداية سبتمبر. وفي الأثناء، كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن وجود خلافات بين أوباما وقادته العسكريين حول استراتيجية ضرب الجماعات المتطرفة. ويطالب البنتاغون بعدم استبعاد أي من الخيارات العسكرية المطروحة، ومنها إرسال قوات برية للقتال وهو الخيار الذي يعارضه أوباما بشدة. ورغم حصول الرئيس الأمريكي على الضوء الأخضر من الكونغرس لضرب الجماعات المتطرفة في سورياوالعراق، فإن بوادر خلاف حول تنفيذ الاستراتيجية بين البيت الأبيض والبنتاغون بدأت في الظهور رغم اتفاقهما على ضرورة التصدي لخطر هذه التنظيمات. وانتقد قادة كبار في الجيش استراتيجية أوباما وإصراره على رفض إرسال قوات برية إلى مناطق القتال، كان آخرهم الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس الذي خدم تحت إمرة أوباما قبل تقاعده العام الماضي.وشكك ماتيس بنجاعة الاستراتيجية التي تطمئن المتطرفين بأنهم لن يروا جنوداً على الأرض، معتبراً أن ذلك يقيد أيدي القوات الأميركية وقد يرتد سلباً عليها. وبعد تصريحات ماتيس بيومين خرج رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي مصرحاً بأن استراتيجية أوباما قد يتم إعادة النظر فيها، وقد يتم إرسال قوات صغيرة العدد وفي حالات صغيرة لتنفيذ هجمات محددة. كما أشار إلى أن قائد المنطقة الوسطى الجنرال لويد أوستن كان فعلاً اقترح هذا الأمر إلا أنه تم رفضه. من ناحية أخرى، قالت سوزان رايس، مستشارة الأمن القومي للرئيس باراك أوباما، إن الولاياتالمتحدة مستعدة لشن هجمات جوية على أهداف لتنظيم "داعش" في سوريا لكنها لا تريد الكشف عن موعد حدوثها. وتؤكد تصريحاتها التساؤلات المتزايدة بشأن متى تقدم الولاياتالمتحدة على توسيع نطاق حملة غاراتها الجوية من العراق إلى سوريا بعد أن كشف أوباما عن الخطوط العريضة للضربات التي تهدف إلى حرمان مقاتلي "داعش" من ملاذ آمن في أي من البلدين. وقالت رايس للصحفيين في البيت الأبيض "لا أظن أنه من الصواب أو الحكمة أن أعلن من هذه المنصة على وجه التحديد متى سيحدث ذلك وما هي الخطوات التي يجب اتخاذها قبل أن يحدث"، مضيفة "لن أعطيكم أي معلومة دقيقة أو تنبؤ متى يحدث ذلك".