على غرار كل المناسبات الدينية، يستعد الجزائريون لاستقبال عيد الأضحى بطقوس خاصة ، حيث يلاحظ المتجول بالأسواق الجزائرية إقبالا كبيرا على مستلزمات الذبح من السكاكين والساطور، بالإضافة إلى الشوايات وقضبان الشواء، وما يميز هذه المناسبة محافظة الجزائريين على سنة نبينا محمد عليه الصلاة ألا وهي صيام يوم "عرفة" فلا يقل التحضير لهذا اليوم عنه ليوم العيد، فالمتجول بالأسواق الجزائرية تأخذه رائحة القصبر والمعدنوس ورائحة التوابل القوية إلى أيام رمضان وعاداته. تجولت "البلاد" في أسواق العاصمة ورصدت الأجواء التي تسبق عيد الأضحى.. إقبال كبير على السكاكين ولوازم يوم النحر.. تشهد أسواق العاصمة على غرار "كلوزال" و«ساحة الشهداء" إقبالا كبيرا على مستلزمات الذبح، حيث تنتشر الطاولات التي تعرض عليها أنواع وأحجام مختلفة من السواطير والسكاكين الخاصة بالذبح والسلخ، حيث تصطف فئات مختلفة من الرجال، شباب ومسنون وحتى الأطفال في طوابير أمام الطاولات منهم من يشتري ومنهم من يسأل أن أسعارها ونوعيتها خاصة الأنواع الجديدة، حيث اقتربنا من أحد الباعة الذي أكد لنا أن الإقبال يتضاعف في اليومين الأخيرين قبل العيد وذلك راجع لعدم حسم العديد منهم قرار شراء الأضحية إلا متأخرا، أما البعض الآخر فيفضل شراء هذه الأدوات ليلة العيد ليستمتع بلذة المناسبة. أما بعضا منهم فيتجه إلى محلات سن سكاكنهم القديمة لمن لا يريد شراء أخرى جديدة بما أنها لا تزال جديدة بحكم استعمالها مرة واحدة في السنة إلا أن سنها يكون شيئا مهما حتى لا تتعذب الأضحية أثناء نحرها هذا ما أكده لنا أمين في أحد محلات سن هذه الأدوات. صيام عرفة يحضر لنا نفحات شهر رمضان أجواء رمضانية تكتسح بيوت الجزائريين يوم عرفة، حيث أصبحت الرغبة في تكفير سنتين من الذنوب تجعل الجزائريين يحرصون على صوم هذا اليوم المبارك فتنطلق في التحضير له وكأنه أحد أيام رمضان، من خلال تجولنا في الأسواق العاصمية لاحظنا نساء تتوجه نحو شراء التوابل والفواكه الجافة دون الاستغناء عن الفريك الذي هو أساس تحضير الشربة العاصمية. أما اللحوم البيضاء، فلها نصيب وفير من الإقبال في هذا اليوم، حيث أكد لنا "محمد" صاحب محل بيع الدجاج أنه يزيد الطلب عليها في الأيام القليلة التي تسبق عيد الأضحى. قفزة محسوسة في أسعار الخضر تشهد كافة أسواق العاصمة، ارتفاعا جنونيا لأسعار حاجيات المستهلكين من الخضر والفواكه، بسبب اقتراب عيد الأضحى المبارك فهذا الأمر المتكرر كل سنة أصبح يؤرق المواطنين الذين أتعبتهم الكثير من المناسبات التي جاءت متسلسلة ابتداء بشهر رمضان ونهاية بالدخول المدرسي ليحل بعدها عيد الأضحى. وخلال جولة استطلاعية في بعض أسواق العاصمة وتحديدا سوقي "كلوزال" و«ميصوني" بالجزائر الوسطى، نلاحظ الارتفاع المذهل للأسعار الذي قارب نسبة 20 بالمائة مقارنة بالأسبوع الماضي فقط مما جعل كل من التقيناه في السوق متذمرا من هاته العادات المتكررة في مجال رفع الأسعار الذي أصبح مناسباتيا، بالرغم من أن الباعة أكدوا لنا بأن الأمور مرتبطة بالمستهلكين الذين يقبلون على السوق بطريقة غير متوقعة مع اقتراب كل مناسبة دينية أو عرفيةة. بحث في فائدة الدوارة والبوزلوف يعتبر طبقا الدوارة والبوزلوف من أشهر الأطباق التي تميز عيد الأضحى، حيث يلجأ من لا يسعفه الحظ في إحياء سنة نبينا إبراهيم إلى شراء هذه الأنواع من اللحوم حتى يتمكنوا من معايشة فرحة هذه المناسبة الدينية ومن خلال جولتنا حول القصبات، لم نجد أثرا لهذه اللحوم بسبب اقتنائها أياما قبل العيد خوفا من عدم إيجادها في الأيام الأخيرة. وعن سؤالنا حول توفرها عشية العيد كانت الإجابة غير مؤكدة ويرجع أصحاب المحلات السبب إلى المذابح، التي لم تؤكد لهم توفرها آخر الأيام التي تسبق العيد. الأطفال يصرون على ملابس العيد ورغم ارتباط عيد الأضحى بسنة النحر والاستمتاع بلحمها، إلا أن الأطفال يأبون إلا أن يشتروا ملابس جديدة لتكتمل فرحتهم، وأمام الإصرار الكبير لا يجد الآباء أنفسهم إلا مجبرين على تحقيق رغبات أبنائهم رغم ثمن الأضحية الذي استنزف جيوبهم. ورغم ارتفاع درجة الحرارة إلا أن الملابس الخريفية تشهد إقبالا كبيرا تحسبا للأيام القادمة ليضرب الأولياء عصفورين بحجر واحد. كما لا تخل الشوارع والمحلات من الألعاب التي تتماشى وهذه المناسبة من بالونات بأشكال وألوان مختلفة، إضافة إلى ألعاب في شكل خرفان تجذب أنظار الأطفال إليها. ويبقى عيد الأضحى فرصة للتسامح والتقارب بين الجزائريين ومناسبة لتذكر الفقراء والمحتاجين من خلال التصدق وتطبيقا لقوله تعالى "والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" 24 - 25 من سورة المعارج.