دخلت المنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، منعرجا خطيرا بعد أن تعالت الأصوات المطالبة برحيل الأمين العام للمنظمة باعتباره مطعونا في شرعيته، لاسيما بعد اقتحامه مقر المكتب الوطني عشية العيد ورفضه الخروج، فيما يصارع أعضاء مبعدون على غرار الأمين العام بالنيابة من أجل التموقع وتصحيح مسار المنظمة، كما تعالت مطالب بضرورة الذهاب إلى المؤتمر في أقرب الآجال لإعادة هيكلة المنظمة وترتيبها وغربلتها من الانتهازيين لإعادتها على السكة الصحيحة. وتعالت أمس أمام مقر المكتب الوطني لمنظمة أبناء الشهداء أصوات المطالبين بإسقاط الأمين العام للمنظمة الطيب الهواري المحاصر منذ يوم عيد الأضحى داخل مبنى المقر الذي اقتحمه عشية العيد، في حين يتواجد الأمين العام بالنيابة خارج المقر بعد أن تم تغيير أقفال المكتب ووضع حراس على مبنى المقر، وقد أحدثت هذه التجاوزات استنكار أبناء الشهداء وخلقت توترا جديدا قد يعصف بالمؤتمر القادم، حيث انتفض العديد من الأمناء الولائيين الذين حضروا من مختلف الولايات للتنديد بتجاوزات الطيب الهواري التي انتفض لأجلها الأمين العام بالنيابة الحاج عبد القادر، واصفا في حديث مع "البلاد" ما حدث بالتجاوز الخطير والتعدي على القانون على اعتبار أن الطيب الهواري قد تم تجميد نشاطه، كما أن العدالة لم تفصل لحد الساعة في شرعيته المطعون فيها على رأس المنظمة بعد سحب الثقة منه وكذا كرئيس للجنة الوطنية للتحضير للمؤتمر، واعتبر أن "الهواري بالنسبة إليهم انتهى عن طريق العدالة" كما اتهمه بالدوس على القانون الأساسي للمنظمة والمساس بها، حيث قال إنه بعثر المنظمة التي لم تعد لها معالم ولا دور في الساحة السياسية. الطيب الهواري الذي كان قد أكد منذ أيام على شرعيته في المنظمة واعتبر أن ما يجري داخل المنظمة هو مجرد تشويش من قبل جماعة خاسرين لم ينجحوا في التموقع في لجنة التحضير للمؤتمر رفض الخروج من المقر ومواجهة غضب القاعدة التي نددت بشدة بتصرفاته وانتقدت تسييره منذ توليه الأمانة، واتهموه بمحاولة تشتيت صفوف أبناء الشهداء وكسرهم تطبيقا لأجندة سياسيين يريدون ضرب أبناء الشهداء، وربطت هذه الأصوات وجوده بالأمين العام السابق للأفلان، حيث قال إنه ومنذ توليه كان يعمل لصالح جناح محدد ولم يعمل لأجل أبناء الشهداء. وحسب بعض المنخرطين في المنظمة من أبناء الشهداء والأمناء الولائيين، فإن هذه التطورات في بيت أبناء الشهداء في سياق "معركة" التموقع للظفر بمناصب في الأمانة العامة، خلال المؤتمر العام، والتشويش الحاصل يهدف إلى تحقيق مصالح شخصية باستغلال وضعية ومطالب أبناء الشهداء، غير أن الكثير من أبناء المنظمة أكدوا أنه لا بديل عن الذهاب على مؤتمر شامل وانتخاب الأمناء الولائئين، وسيكون الصندوق هو الفيصل في الاختيارات بعيدا عن كل الحسابات والولاءات. تشير هذه المعطيات إلى أن ملفات فساد قد تعري تسيير المنظمة بعد أن هدد مقربون من شؤون التسيير بكشف فضائح تسيير هذه المنظمة التي قد تفتح بابا جديدا على الطيب الهواري الذي سيواجه غضب أبناء الشهداء.