عرفت أسعار العديد من المواد الغذائية الأساسية في الأسواق الوطنية ارتفاعا جنونيا في الفترة الأخيرة خاصة ما يتعلق بالبقوليات الجافة من لوبيا وعدس وحمص وأرز... التي تعد من أهم العناصر الغذائية للشعب الجزائري، وسط تذمر كبير لدى المستهلك بسبب هذا الارتفاع المفاجئ وغير المبرر. فيما يتحجج تجار التجزئة بارتفاع أسعار هذه المواد في أسواق الجملة. موازاة مع وصول سعر البطاطا إلى 100دج منذ حلول عيد الأضحى المبارك، ها هي أهم المواد الغذائية الأساسية على مائدة الجزائريين على غرار العدس واللوبيا والحمص والأرز .. تدخل هي الأخرى عالم المضاربة الجنونية من الباب الواسع بمناسبة حلول فصل الشتاء حيث يكثر استهلاك مثل هذه المواد الغذائية. وكشفت التقارير الميدانية التي وقفنا عليها خلال جولتنا الميدانية في العديد من أسواق عاصمة البلاد على غرار سوق الرغاية وسوق فرحات بوسعد ... زيادة أسعار هذه المواد بنسب كبيرة جدا تقارب ال40 بالمائة بالنسبة لبعض المواد، فمثلا العدس ارتفع سعره بنسبة 40 بالمائة، واللوبيا بنسبة 15 بالمائة والحمص بنسبة 20 بالمائة والأرز بنسبة 25 بالمائة.. وهذا كله على حساب القدرة الشرائية للمواطن ذي الدخل المحدود. من وجهة نظر بعض التجار الذين تحدثنا إليهم في هذه القضية، فقد أرجعوا ارتفاع الأسعار إلى ارتفاعها في أسواق الجملة، فيما أكد البعض الآخر ارتفاعها في السوق العالمية كما أن الجزائر تستورد كل هذه المواد، غير أن المستهلك لا يؤمن بمثل هذه الحجج التي يقدمها تجار التجزئة لتبرير تضاعف أسعار البقوليات بهذه النسب الخيالية، وإنما اتهموهم بالمضاربة في غياب الرقابة الدائمة على الأسواق، داعين الدولة لفتح تحقيق في هذا الارتفاع الجنوني للأسعار وذلك بتشديد الرقابة على أسواق الجملة والتجزئة من أجل مراقبة الأسعار وحماية المستهلك. وكان الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين قد دعا في وقت سابق إلى تسقيف أسعار المواد الغذائية الأساسية، وهذا بعد استفحال المضاربة في الأسواق الوطنية، حيث أكد في هذا الإطار الناطق الرسمي باسم الاتحاد الحاج الطاهر بولنوار أن الدولة مطالبة بوضع سياسية وطنية لأسعار المواد الغذائية الأساسية إن أرادت التحكم في أسعار هذه المواد وضمان مراقبة الأسواق بشكل دوري.