!لايزال الجمود يخيم على لجنة البرامج والنشاطات التي تعتبر ثاني لجنة محلية بعد لجنة الهياكل التي تم تنصيبها لتحضير تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية بعد التنصيب الرسمي للجنة الوطنية في شهر سبتمبر الماضي برئاسة الوزير الأول أحمد أويحيى· ويرى متتبعون لمسار التحضيرات الجارية أن هذا الجمود يعود إلى الشرخ الحاصل في العلاقة بين وزارة الثقافة من جهة ووزارة الشؤون الدينية والأوقاف منذ التصريح الأول الذي أدلت به خليدة تومي نهاية شهر سبتمبر من السنة الماضية بتلمسان في ندوة صحفية احتضنتها دار الإقامة ونقلت تفاصيلها إلى وزير الشؤون الدينية والأوقاف، قالت من خلالها إنها ليست وزارة للشؤون الدينية ثم كررت طلبها قائلة: ''على الجميع المساهمة وتحمل مسؤولياتهم'' في إشارة ضمنية إلى مواقف وزارة الشؤون الدينية من التوجه الذي أخذته التحضيرات للتظاهرة، وتعقدت العلاقات أكثر عندما بثت القناة التلفزيونية الوطنية الناطقة بالفرنسية ''كنال ألجيري'' حصة خاصة مباشرة من القطب الجامعي الثاني في شهر ماي الماضي، تبنى القائمون عليها توجها ثقافيا أقصى الجانب الديني من التظاهرة وركز على الموسيقى الأندلسية وجوانب أخرى عكستها دعوة المطربة ريم حقيقي والمطرب نوري الكوفي والشاب أنور مع إقصاء مديرية الشؤون الدينية والأوقاف وكل ما يرمز للشكل الإسلامي للتظاهرة، وهو ما اعتبرته وزارة الشؤون الدينية إجابة واضحة من وزارة الثقافة على موقع النشاطات الدينية من التظاهرة· هذه الترسبات أدت إلى جمود برمجة التظاهرات المتعلقة بالجانب الديني من المناسبة التي يرتقب أن تضم 300 عرض ثقافي على مدار سنة ,2011 بمشاركة وفود عن 52 دولة إسلامية من مختلف بقاع العالم مع برمجة ملتقيات ذات صلة بصلاحيات وزارة الشؤون الدينية الأمر الذي يظل معلقا ومؤجلا برمجته كملتقى الإسلام في بلاد المغرب والهندسة المعمارية في تلمسان ومهرجان الصوفية والتصوف· وفي نفس السياق سجلنا غيابا كليا لممثلي وزارة الشؤون الدينية مقابل الحضور القوي للمثلي وخبراء وزارة الثقافة الذين يتابعون التحضيرات الجارية هيكليا على الأقل في الوقت الذي غابت فيه البرمجة للنشاطات التي لها علاقة بوزارة الشؤون الدينية برغم أنه لم يعد يفصلنا عن المناسبة إلا 4 أشهر ونيف· وفي هذا السياق كانت عدة مصادر تحدثت عن تدخل الوزير الأول أحمد أويحيى لتقريب وجهات النظر بين الوزارتين في الوقت الذي تثار الكثير من علامات الاستفهام حول مصير التظاهرة إذا ما ظهرت خلافات من هذا النوع بعد انطلاقها· تجدر الإشارة إلى أن المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم قررت السنة الماضية إسناد احتضان تظاهرة عاصمة الثقافة الإسلامية إلى مدينة تلمسان العام ,2014 لكنها اختارت عاصمة الزيانيين مقدمة الموعد بثلاث سنوات بينما تحتضن التظاهرة هذا العام مدينة ''تريم'' اليمنية الشهيرة بإرثها التاريخي·