رئيس الصائمين وغير الصائمين بفرنسا يتحفنا بفتوى على مقاس ''خبله''، ويخرج على أمة الصائمين بأرضه بدفتر شروط ينظم الصوم الفرنسي. فالشيخ ساركوزي الذي يحترم معتقدات الآخرين أباح لمن أراد صوما في مساجده و''باريسه'' من ''أهالي'' المسلمين، أن يصوموا ما وعما شاؤوا في أرضه، لكن بشرط أن يتناولوا معه قهوة و''كرواسو'' الصباح. فساركوزي ليس ضد الصوم كفعل، ولكنه ضد الإسراف فيه وفي التراويح التي يمكنها أن تزعج تكبيراتها أبناء جلدته فتؤرق نومتهم.. من يهن يسهل الهوان عليه، كما يقولون، وسيد فرنسا ما كان له أن يتجرأ على دس أنفه في صلاتنا وصومنا وحجنا، لولا أن هواننا أمام أنفسنا أطمعه في أن يحدد لنا عدد الركعات وعدد السجدات، ففتوى ''المارق'' الفرنسي ليست وليدة أمس ولكنها ''نتاج'' انبطاح وانسلاخ واستلاب قديم، أطمع فينا ''ساركوزيات'' العالم، بداية من ''بوش'' القديم الذي كثيرا ما أفتى لحكامنا بحلاله البين وحرامنا ''المبين''، ليخلفه الحاج ''حسين أوباما'' ويدخل رمضاننا هذا العام بنصرة بيوت الله، وينتهي الحال بنا إلى دفتر شروط فرنسي للصوم، من يتجاوزه يمكن أن تنزع منه الجنسية بمبرر إثارة البلبلة في تسويق ''الكرواسو'' والقهوة الفرنسية المعتقة.. لهذا الحد وصل وبالنا ولهذا الحد انتهى حالنا، مجرد قطعان يتطاول ''عرابيد'' العالم على إهانة مقدساتها، أمام صمت رسمي من أمراء مؤمنين، وقفوا منصنمين أمام واقعة الصور المسيئة لخير الأنام، فجاءتهم الثانية والثالثة فالتالية من ''ساركوزي'' فرنسا، ليؤم صلاتهم ويفتيهم في إساءات جديدة يمكن أن تلغي فرض ''الصوم'' لأنه يضر بالمصالح الاقتصادية العالمية للكرواسو وللفجور أو الفطور الفرنسي..