أكد الشيخ صالح بن محمد آل طالب “إمام وخطيب المسجد” أن الصوم لا يجب على العاجز عنه كالكبير والمريض مرضا لا يرجى برؤه، فيفطران ويطعمان عن كل يوم مسكينا، أما المريض مرضا يرجى زواله فيفطر ثم يقضي إذا شفاه الله، وكذا المرأة الحامل إذا شق عليها الصوم أو خافت على نفسها أو على جنينها، ومثلها المرضع، فتفطران ثم تقضيان بعد ذلك، وكذلك المسافر يجوز له الفطر ويقضي بعد ذلك. وأوضح ردا على سؤال حول من يجب عليه الصوم ومفطرات الصوم أنه لا يجب الصوم على الحائض والنفساء، ولا يصح منهما، فتفطران وتقضيان بعد رمضان، وإن طهرت قبل الفجر ولو بلحظة صح صومها إذا نوت ولو لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر. كما ينبغي للصائم أن يتجنب المفطرات التي تبطل صومه من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهي الأكل والشرب وما في معناهما كالإبر المغذية، أما ما ليس بمعنى الأكل والشرب فلا يفطر كقطرة العين والأنف والأذن. ومن أكل أو شرب ناسيا فليتم صومه ولا شيء عليه. ومن المفطرات الحجامة على خلافٍ فيها، لكن يحتاط المسلم لصيامه، فلا يأخذ من دمه شيئا وهو صائم، أما لو جرح الصائم أو خرج دمه بالرعاف ونحوه فلا شيء عليه، وصومه صحيح ومن المفطرات أيضا تعمد القيء، أما إن كان بغير اختياره كأن غلبته نفسه فلا شيء عليه، وصومه صحيح. وكل هذه المفطرات لا تبطل الصيام إلا إذا فعلها عالما بها ذاكرا لها باختياره ويجوز للصائم الاكتحال ومداواة الجروح والتبرد والتطيب. وليحرص المسلم على اتباع السنة في تعجيل الفطر وتأخير السحور والدعاء عند الفطر والاستغفار في السحر والإكثار من قراءة القرآن والذكر والدعاء والصدقة ومساعدة المحتاجين وصلة الرحم وتطهير النفس من الدنس والمحافظة على الصلاة مع جماعة المسلمين في المساجد والقيام مع الإمام في صلاة التراويح، فهي أيام معدودة، عما قليل سوف تنقضي، فيحمد العاملون عاقبتهم.