يروي المجاهد محمد بيوش بن عمر الذي يعتبر من أقرب المرافقين للشهيد مصطفى بن بولعيد، حيثعاد بذاكراته ب 60 سنة إلى الوراء قائلا " التقينا ليلة 30 أكتوبر و كنا 3 مجموعات الأولى أتت من كيمل والثانية من جبل الهارة و الثالثة من المنطقة المطلة على جبل تفرنت أولاد عيشة وهي التي قادتنا إلى منزل بعزي علي بلخضر الذي أصبح دليلنا إلى مخبأ الأسلحة التي حملناها في ستر الله ودخلنا بها إلى دشرة أولاد موسى الواقعة أسفل جبل إيشمول بولاية باتنة التي كان لها شرف احتضان لقاء توزيع الأسلحة ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 بحضور الشهيد مصطفى بن بولعيد ". وأضاف المتحدث لوكالة الأنباء الجزائرية : "بقينا طيلة يوم 30 أكتوبر ننظف في الخراطيش فيما خصصنا يوم 31 أكتوبر لتنظيف الأسلحة وفي نهاية اليوم أطل علينا بن بولعيد الذي كان مصحوبا بشيهاني بشير وعاجل عجول ومصطفى بوستة وعزوي مدور وكانت ساعة الصفر قد حانت وعلمنا بأن موعد الثورة قد حان." و من جهته روى المجاهد صوالح محمود المدعو زروال (84 سنة) بأن وحدهم رؤساء الأفواج من كانوا على علم بموعد الثورة دون باقي المجاهدين الذين ظلوا يجهلون هذا التاريخ إلى آخر لحظة عندما ظهر بن بولعيد و رفاقه ليخطب في الأفواج ال 13 ويوزع السلاح عليهم. " تعهدنا أن لا نتراجع ولا نرجع إلى الوراء حتى نحرر الجزائر أونموت" كانت هذه هي الكلمات التي عاهدنا بها بن بولعيد و نحن متشابكي الأيادي قبل أن نتوجه إلى الهدف المحدد لنا ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 بعد اجتماع دشرة أولاد موسى. "أتذكر جيدا يقول المجاهد بيوش أننا رددنا عبارة +عهد ربي لا نتراجع ولا نرجع إلى الوراء حتى نحرر الجزائر أو نموت+ وراء بن بولعيد الذي علمنا بعد ذلك أنه رددها مع كل فوج على حدة". وتؤكد شهادات مجاهدين أن أب الثورة الجزائرية أراد التركيز على مواقع العدو بمدينة باتنة ليلة الفاتح من نوفمبر 1954 وتوجيه ضربات عديدة في آن واحد للمستعمر بعاصمة الأوراس. و ذكر بن شايبة بأن بن بولعيد خصص 7 أفواج لباتنة تضم حوالي 70 مجاهدا لكن عدم وصول الشاحنة المكلفة بنقلهم إلى المنطقة في وقتها المحدد حال دون ذلك لينتقل إلى المدينة فوجان فقط الأول بقيادة قرين بلقاسم والثاني بإشراف من بعزي على بن لخضر. ويذكر المجاهد محمد جرمون بأن عددا كبيرا من المجاهدين تنقل إلى مناطق تنفيذ العمليات مشيا على الأقدام ومنهم من تمكن ومنهم من وصل متأخرا لكن البارود دوى في تلك الليلة المباركة معلنا عن ميلاد ثورة كللت باستقلال الجزائر.