وري، أول أمس بعد صلاة العصر، المجاهد لمبارك جغروري المدعو بلهوشات إلى مثواه الأخير بمقبرة قرية شناورة ببلدية تكوت جنوب ولاية باتنة، وتوفي المجاهد عن عمر يناهز 93 سنة حيث تعرض لشلل في جانبه الأيمن قبل وفاته. وعانى طويلا من المرض بالإضافة لتقدمه في السن، وكان المرحوم من الرعيل الأول لمفجري الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 54 بجبال الأوراس وعمل تحت لواء أب الثورة التحريرية الشهيد مصطفى بن بولعيد، حيث تجند ضمن الفوج الذي أطلق الرصاصات الأولى لثورة نوفمبر54 بمنطقة تاغيت الواقعة بأعالي جبال الأوراس بين منطقتي تيغانمين وتكوت، ومعروف عن المجاهد شهاداته المهمة عن الثورة، حيث كان قد أدلى حسب روايات رفاقه وأهله بأن "الشهيد مصطفى بن بولعيد لامه إلى جانب المجاهدين الذين نفذوا عملية اعتراض الحافلة القادمة من بسكرة بمنطقة تاغيت على حادثة اغتيال المعلم الفرنسي المدعو "غيمونرو" الذي كان من ركاب الحافلة، وهذا بعد أن أمرهم القائد مصطفى بن بولعيد بعدم استهداف المدنيين من الفرنسيين"، وكان قد جاء في تصريحاته أيضا قبل وفاته، بأنه ورفاقه أثناء تنفيذ أول عملية معلنين انطلاق الثورة، قد برروا لمصطفى بن بولعيد اغتيال المعلم الفرنسي دون قصد منهم حيث اضطروا لإطلاق النار بعد أن أشهر قايد منطقة مشونش المدعو "الحاج صدوق" سلاحه في وجه المجاهدين ما اضطرهم لإطلاق النار حيث كان القايد من ضمن الركاب أيضا بالإضافة للمعلم الفرنسي. المجاهد المرحوم لمبارك جغروري ولد بدوار زلاطو بتكوت سنة 1921 وكان من بين المجاهدين الأشاوس بمنطقة الأوراس حيث لبى نداء الالتحاق بالثورة ليلة انطلاقها بعد أن كان مناضلا بالحركة الوطنية والتحق بالمجاهدين بعد عودته من فرنسا وشارك بأوامر من القائد مصطفى بن بولعيد ضمن الفوج المتجه لمنطقة تاغيت في المنطقة الثانية بالناحية الرابعة من الولاية الأولى بقيادة الشهيد محمد مصباحي وهو الفوج الذي ضم 25 مجاهدا انطلق ليلة أول نوفمبر من دشرة أولاد موسى التي عرفت توزيع السلاح على أفواج المجاهدين، وبعد اندلاع الثورة شارك لمبارك جغروري المدعو بلهوشات في عدة معارك ضد الاستعمار الفرنسي منها معركة جبل الهارة، وإينوغيسن وشارك أيضا في عمليات إدخال السلاح من تونس التي سافر إليها بغرض جلب السلاح للمجاهدين.