أكد وزير العدل حافظ الأختام ورئيس اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني الطيب لوح، أن الجزائر تعتقد جازمة بأن الانتهاكات العديدة للقانون الدولي الإنساني ما كانت لتحدث لو تم تغليب الحوار والمصالحة، لافتا إلى أن العشرية الأخيرة عرفت تزايدا مقلقا للنزاعات المسلحة التي تجاوزت الحدود الجغرافية، وباتت تشكل تهديدا على القانون الدولي، إلى جانب تغذية الفتنة بين الطوائف والمجموعات العرقية في مختلف الدول العربية وخلقت مناخا مناسبا للتطرف والإرهاب. تأسف الطيب لوح من أنه على الرغم من وجود معاهدات جنيف والبروتوكولات الملحقة بها والتصديق عليها من طرف كل دول المجتمع الدولي، إلا أنه ما تزال هناك انتهاكات متزايدة للقانون الدولي تسجل في مناطق مختلفة من العالم وغالبا ما يكون ضحاياها من المدنيين والأعيان المدنية. وأكد لوح أمس خلال كلمته أمام المشاركين في الاجتماع العاشر للجان الوطنية والخبراء الحكوميين العرب في مجال القانون الدولي الإنساني وذلك بحضور رئيس المجلس الشعبي الوطني العربي ولد خليفة ورئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي وكذا نائبة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر كريستين بارلي موقف الجزائر من هذه الانتهاكات قائلا إن "الجزائر تعتقد جازمة بأن العديد من هذه المآسي لم تكن لتحدث لو عرفت الأطراف المتنازعة كيفية تغليب لغة الحوار والمصالحة على لغة العنف والسلاح في وقت تكاثفت فيه الجهود الدولية لحل هذه النزاعات بطريقة سلمية"، وأشار لوح إلى أن الاجتماع المنعقد ينعقد في ظروف حساسة تميزت بتوسع النزاعات المسلحة في عدد من دول العالم والمناطق العربية التي ليست بمنأى عن هذه الأزمات التي خلفت آلاف الضحايا أبرزهم من المدنيين الذين باتوا في ظروف مزرية، وقال لوح إن هذه النزاعات المسلحة غذت الفتنة بين الطوائف والمجموعات العرقية في عدد من الدول، وخلقت مناخا مناسبا للتطرف والإرهاب ومختلف النشاطات الإجرامية.. وحمل لوح المجموعة الدولية مسؤولية التحرك للبحث عن سبل تفادي هذه الأزمات والعمل على ترسيخ مبادئ السلم والأمن الدوليين وتكريسها في العلاقات الدولية وإرساء قواعد القانون الدولي الإنساني. تجدر الإشارة إلى أن الاجتماع العاشر للجان الوطنية والخبراء الحكوميين العرب في مجال القانون الدولي الإنساني عقد بالجزائر بعد أن تم استحداث اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني بموجب مرسوم رئاسي سنة 2008،في حين تم عقد الاجتماع الأخير للجنة في دورته التاسعة بدولة الإمارات، كما يدخل هذا الاجتماع المنعقد بالجزائر في إطار التحضير للمؤتمر ال 32 للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر المرتقب عقده في نهاية 2015.