انطلقت أمس، بدار الثقافة "هواري بومدين" في سطيف، الدورة الرابعة ل"المهرجان الدولي للسماع الصوفي"، وذلك بمشاركة 12 دولة عربية وإسلامية ممثلة بأشهر الفرق وأقطاب الأداء الصوفي في العالم العربي والإسلامي، ويتعلق الأمر بتركيا، ومصر والعراق، ماليزيا، إيران، السنغال، الهند، بريطانيا، تونس، فلسطين، سوريا والمغرب، إضافة إلى مشاركات وطنية لأهم الفرق البارعة في أداء السماع الصوفي من عديد الولايات من بينها الأغواط، مستغانم، بشار، أدرار، بسكرة، الوادي، البليدة، عنابة وقسنطينة. وأشار محافظ المهرجان إدريس بوذيبة، إلى أن توقيت التظاهرة تزامن مع الاحتفالات الوطنية المخلدة للذكرى ال 60 لاندلاع الثورة التحريرية، حيث في كل دورة تحاول محافظته منح الفرصة للفرق التي لم تشارك في الدورات السابقة، وذلك بغرض التنويع والتجديد ولتمكين الجمهور من اكتشاف ظواهر روحية، كما تسعى لتحقيق التميز من خلال النشاطات الموازية التي تخدم النشاط الروحي. وأضاف بوذيبة، إن الاهتمام بكل ما هو روحي سيرمم ذاكرة الإنسان ويحفزعا على التعلق بقيم الخير والمحبة والجمال، على اعتبار أن الموسيقى هي الفن الذي يرتقي بالإنسان إلى درجات رفيعة للتحليق والاندماج في العوالم الرحبة التي نحتاج إليها من حين لآخر لنمتلئ بالقيم التي هي حافز مهم في حياة الإنسان اليومية، وأضاف أن هذه الخلوات الصوفية ضرورية للإنسان في مساره اليومي وفي حياته بشكل عام. وعن الهدف من هذا المهرجان أكد محافظه أنه يكمن في تفعيل الساحة الثقافية بتظاهرات دولية مميزة، خاصة أن السماع الصوفي بدء يعرف انتشارا واسعا في العديد من الأوساط التي تسعى لتذوق الفنون الراقية في مجال الموسيقى والغناء الروحي، الذي يمنح للإنسان الطمأنينة والسكينة في عالم يزخر بالمتناقضات والحروب والآلام، وأضاف أن السماع الصوفي هو تراث حضاري وروحي. فيما ستقام على هامش المهرجان محاضرات، خاصة حول "المنحة الروحية في نوع الحوزي" و"قراءات شعرية صوفية" و"الحلاج في ضوء التلقيات"، إضافة إلى معرض للحروفيات العربية للفنانين "خالد سبع وعبد الحق جلاب".