تشهد مناطق غابية وممرات جبلية سرية على الشريط الحدودي بين تونس والجزائر على مستوى ولايات تبسة والطارف والوادي خلال ال48 ساعة الماضية عمليات قصف مركزة ضد مواقع يعتقد أنها مخابئ لمجموعات إرهابية. وأفادت مصادر عليمة بأن قيادة الناحيتين العسكريتين الرابعة والخامسة أمرت بدورها بتنفيذ طلعات جوية لمروحيات وطائرات عمودية متطورة التكنولوجيا على مدار الساعة لكشف تحركات المسلحين والمهربين لاسيما المتسللون من المنافذ الحدودية بالتزامن مع حملة تمشيط واسعة النطاق يقوم بها الجيش التونسي على نقاط التماس المشتركة لتعقب منفذي الهجوم الإرهابي على حافلة عسكرية في منطقة "نبر" التابعة لولاية الكاف غربي تونس المتاخمة للحدود الجزائرية. ووقع الاعتداء الإرهابي مثلما نقلته "البلاد" في عدد أمس الأول ببلدة "نبر" حينما فتحت مجموعة إرهابية متحصنة بمرتفعات جبال الكاف نيران أسلحتها ضد ركاب الحافلة الذين كانوا في طريقهم من مدينة جندوبة إلى الكاف مما أسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين وإصابة 11 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة، قبل أن يلفظ ضحيتان أنفاسهما الأخيرة لاحقا بالمستشفى. وكشف الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية، مساء أمس الأول، أن عدد قتلى الهجوم المسلح الذي استهدف حافلة تقل جنودا وطلبة عسكريين ارتفع إلى 5 قتلى بعد وفاة الرقيب علاء العامري بالمستشفى متأثرا بجراحه.وأوضح المقدّم بلحسن الوسلاتي في تصريح بثته الإذاعة التونسية أن حصيلة العملية الإرهابية التي استهدفت حافلة العسكريين بالكاف كان يمكن أن تكون أكبر، مشيرا إلى أن عنصرين إرهابيين حاولا الاقتراب من الحافلة وإنهاء العملية بالإجهاز على بقية الجرحى الموجودين فيها. وأضاف أنه قد كان هناك ضمن طاقم الحافلة عسكري مسلّح قام بصدّ الهجوم من خلال إطلاق النار عليهم وإجبارهم على التراجع والهروب نحو الجبل. ومن جهته، أعلن الرئيس التونسي المؤقت، محمد المنصف المرزوقي، الحداد الوطني ليوم واحد، بعد مقتل الجنود الخمسة. وأوضح بيان صادر عن رئاسة الجمهورية التونسية، يوم الخميس الماضي، أنه "على إثر الهجوم الإرهابي الغادر الذي استهدف الجيش الوطني، ظهر الأربعاء، بالمنطقة الجبلية بين قريتي المحاسن ونبر (بمحافظة الكاف غرب)، قرّر رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، إعلان الحداد الوطني، اليوم الخميس، مع تنكيس الأعلام على مؤسسات الدولة". وبالموازاة مع هذا الاضطراب الأمني قررت قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي تدعيم الوحدات العسكرية المرابطة بالحدود أمس بتعزيزات في العدة والعتاد، على خلفية معلومات استخباراتية تضمنت تخطيط المجموعات الإرهابية لتنفيذ محاولات اعتداءات داخل التراب الجزائري بحثا عن الصدى الإعلامي حول "قوة" الإرهابيين المتحصنين في جبل الشعانبي التي تسعى من وراء عملياتها للتشويش على الانتخابات الرئاسية التونسية المزمع إجراؤها يوم 23 نوفمبر الجاري. وقد تجددت أمس بولايات جندوبة والكاف والقصرين التونسية الاشتباكات بين إرهابيين ومصالح الأمن التونسي في الشمال الغربي، مع تنسيق أمني جزائري محكم حسب مصادر عليمة لمحاصرة جميع المنافذ ابتداء من أقصى الجنوب في مثلث الحدود الجزائرية التونسية الليبي، وتبسة وسوق أهراس والطارف، لتقويض تحركات المحموعات الإرهابية التي تحصّنت في هذه المناطق.