كثفت وحدات الجيش الوطني الشعبي من طلعاتها الجوية أمس، فيما قصفت طائرات عسكرية مواقع يعتقد أنها معابر لتحرك إرهابيين على مستوى نقاط التماس الحدودية بالشرق في أعقاب إعلان السلطات التونسية مقتل 3 جنود وإصابة 5 آخرين في هجوم إرهابي بولاية الكاف المتاخمة للحدود الجزائرية. شهدت أمس مناطق عدة في أقصى الجهة الشرقية المطلة على المرتفعات الجبلية للجمهورية التونسية وكذا في معابر وممرات غابية، تحليقا مكثفا لطائرات استطلاع ولمقاتلات من سلاح الجو الجزائري في سياق تشديد المراقبة على هذه المنطقة التي تشهد اضطرابا أمنيا تزامن مع توقيف مصالح الدرك الوطني قبل يومين لسوريين بولاية تبسة بشبهة الانتماء إلى كتيبة عقبة بن نافع الإرهابية في تونس. وتزامن ذلك مع نقل قوات إضافية من الجيش والدرك إلى الحدود الشرقية في إطار المخطط الطارئ لتأمين الحدود مع اقتراب موعد الرئاسيات التونسية المقررة يوم 23 نوفمبر الجاري. وأوضح مصدر أمني مأذون ل«البلاد" أن التعزيزات العسكرية غير المسبوقة في المنطقة ستكون مدعومة بتكثيف الطلعات الجوية لطائراتها الحربية في المناطق الحدودية لمساعدة الجيش التونسي على رصد العناصر الإرهابية والكشف عن أماكن اختبائها في إطار المجهودات التنسيقية بين الجزائروتونس لمحاصرة المجموعات المسلحة ومنع دخول الأسلحة أو تسلل الإرهابيين، وفقا للاتفاقيات الموقعة بين الجانبين مؤخرا. وأشار المصدر إلى أن عمليات تمشيط واسعة باشرتها قوات الجيش مع تشديد الرقابة عبر مختلف المسالك بتكثيف الدوريات والحواجز الأمنية، لتأمين الحدود ومنع تسلل العناصر الإرهابية من الجزائر وإليها، خاصة أن هذه التعزيزات تصل تباعا إلى الولايات الحدودية من الطارف إلى سوق أهراس إلى تبسة وصولا إلى الوادي وبسكرة. وعلى نفس الصعيد، كشفت مصادر مطلعة أن الوحدات العسكرية العاملة في الحدود الشرقية أقدمت على منع حركة التنقل عبر طرق فرعية يستعملها في العادة رعاة المناطق الحدودية والبدو الرحل. وحصرت في ذات الإطار سير المركبات رباعية الدفع في ممرات محددة تخضع للمراقبة الأمنية على مدار الساعة لحصار المهربين والإرهابيين. وتشرف على هذا المخطط الأمني وتنفيذه هيئة مشتركة تنسق بين قوات الجيش الموجودة في الناحيتين العسكريتين الرابعة والخامسة وقيادات الدرك الوطني وحرس الحدود، حيث جندت قيادة الجيش كل الإمكانات والوسائل لتشديد الرقابة على الحدود المشتركة للجزائر وتونس. كما أكّد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية أمس بلحسن الوسلاتي في تصريح صحافي استشهاد 3 عسكريين وإصابة 5 آخرين بإصابات متفاوتة الخطورة، إثر تعرض حافلة نقل عسكريين وعائلاتهم لطلق ناري من قبل عناصر إرهابية على مستوى منطقة المحاسن من معتمدية نبر بولاية الكاف. وأعلن أن الجيش باشر عملية تمشيط واسعة لتعقب الإرهابيين في المنطقة المعروفة باضطرابها الأمني منذ التشريعيات التونسية الأخيرة. وتتخوف أجهزة الأمن الجزائرية من أن تمتد وتيرة العمليات الإرهابية إلى المناطق الحدودية مع الجزائر.